مكان الجريمة البشعة التي وقعت بميناء فوكة البحرية، والتي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، في وضح النهار، بعدما تعرض إلى طعنة على مستوى البطن، أدت إلى مضاعفات سلبية، نتيجة نزيف داخلي قوي، بعدما أصيب الكبد والطحال والرئة اليمنى وأعضاء أخرى بالتمزق، والذي توفي متأثرا بجروحه بالمستشفى، بسبب رفضه لقيام صاحب طاولة السجائر في الميناء ببيعه للمخدرات. وبناء على ضوء الجريمة، حررت الضبطية القضائية ملفا جنائيا بتاريخ الواقعة، التي حدثت في 20 أوت من سنة 2005، أين نشب شجار ما بين "ب. ع" الذي كان يبيع السجائر بشارع الميناء، والمدعوان "س. ف" و"ش. ع"، واللذان كانا في حالة سكر متقدمة، إذ وبعد أن تبادلا الضربات قام المدعو "م. ع" بتسليم سكين للمتهم الأول "ب. ع"، الذي وجه به طعنة للضحية "ش. ع" على مستوى بطنه، متسببا في وفاته. في حين، صرّح المتهم "ب. ع" أنه كان يبيع السجائر، فحضر إليه الضحية برفقة "س. ف" و هما في حالة سكر، فقاموا بتحطيم له الطاولة، على إثرها نشب شجار بينهما وتبادلوا الضرب، كما أنهم كانوا حاملين خناجر وسيوف، وحينها مسك الخنجر الذي كان بيد الضحية، ليصيبه على مستوى جسمه، إلا أن المتهم "م. ع" الذي يعمل حارس بحظيرة السيارات، أكد أقوال المتهم الأول، أن الضحية بادر بتحطيم طاولة المتهم والتي نشب شجار بسببها، كما أنهما كانا يحملان خناجر. وأثناء الخلاف، وقعت الحادثة الأليمة، مصرحا أنه لم يشارك في إزهاق روح الضحية عمدا، وذلك بتسليمه السكين للمتهم "ب. ع"، وكان من المفروض فكّ النزاع وليس مساعدته في الجريمة، ليتم سماع الشهود الذين أجمعوا على أنهم رأوا المتهم "ب. ع" يطعن الضحية بالسكين، لأن هذا الأخير طلب منه نقل طاولة السجائر التي يقوم ببيع المخدرات فيها، أين قام بعدها بمسح الخنجر على سرواله، ومغادرة المكان باتجاه نزل الكهينة. في حين، لم يتمكن رجال الشرطة من سماع المتهم الثالث "س. ف"، لأنه في حالة فرار بعد الحادثة، وهذا ما يؤكد على تورطه في قتل الضحية، ليتم إقفال باب التحقيقات ضد المتهمين "ب. ع" و"س. ف"، وتوجيه لهما جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، و"م.ع" توجيه له جرم المشاركة في القتل العمدي، وإحالتهم على محكمة الجنايات بالبليدة للنظر في الملف.