السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أكتب لك هذه الرسالة لأجد حلا لمشكلتي، وأتمنى منك الرّد بسرعة، أنا زوجة في الأربعين، وأم لأربعة أبناء ولدان وابنتان، تزوجت في سن مبكرة باختياري وبموافقة الأهل، منذ بداية زواجي أدركت أنّ زوجي ضعيف الشّخصية، وبعد فترة اكتشفت أنّ علاقاته النسائية كثيرة ومتكررة، فواجهته وعندما أنكر صدقته، واستمرت حياتي معه، لأنّي أحبه ولم أكن أرفض له طلبا، وأنجبت له الأبناء وتفانيت في خدمتهم، فلم يكن ينقصه شيء، ولمّا تيقنت أنّ له علاقات مع نساء، هددته بالطّلاق، فقال إنّك تتوهمين، صبرت وكتمت غضبي وغيظي، وأوليت اهتمامي لرعاية الأبناء، إلى أن وصل أكبرهم إلى الجامعة، وغيره في مراحل دراسية مختلفة. زوجي ظلّ على ما هو عليه، حيث بدّد الكثير من الأموال، ولا أدري في أي طريق صرفها، فقلت له إنّ أولادك أحق بهذه الأموال التي بددتها، على متعتك ونزواتك، فادعى أنّه متكفّل بالإنفاق علينا، وأنّه لم يقصر من هذه الناحية، فلا شيء يهمني بعد ذلك حسب كلامه، أصبحت حياتي جافّة معه منذ سنوات، فلا يخفّف علي سوى وجود أولادي، أتمنّى أن أخرج من حياته، لذا كنت أفكّر في الطّلاق منذ سنوات، بعدما طفح بي الكيل، لكنّي امتنعت لصعوبة الحياة، فأنا لا أستطيع تحمل المسؤولية بمفردي، فماذا أفعل سيدتي؟ م/ العاصمة الرد: سيدتي؛ لقد اعترفت في نهاية سطور رسالتك، أنّك لا يمكن أن تتحمّلي كل شيء وحدك دون زوجك، أي أنّ الطّلاق ليس هو الحل، الأبناء الأربعة مازالوا بحاجة إلى مرجع يقويهم ويساندهم، ابنتك سوف تخطب وتستعد للزّواج، ومن ثم فإنّ وجود والدها ضروري لاستقرارها في المستقبل، وأبناؤك بحاجة إلى رعايتكما وإلى الإستقرار الأسري. أمّا علاقات زوجك المتعدّدة، فتنم عن شخصية مهزوزة معدومة الثقة بالنفس، وفي النهاية المخطأ يتحمّل نتائج خطئه أمام الله والمجتمع، بعد شراكة دامت أكثر من عشرين سنة، لا أتصور أنّه يمكنك تقويم مثل هذا الزّوج، إلاّ إذا شاء الله تعالى، وفي الوقت نفسه لا أتصور أنّ الطّلاق هو الحل. سيدتي؛ لا تنظري للأمور من زواياها المظلمة، حين تتأزّم الأمور، فكّري من زواياها الإيجابية، وهو وجود الأبناء وحبهم وإدراكهم للدور المهم الذي قمت به نحوهم، فكّري فيما نجحت به في تحمل مسؤولية الأولاد، وأي ثمار حصدتها نتيجة ذلك، وثقي أنّ الله تعالى سوف يعوضّك عن حرمانك بطريقة لا تتوقعينها، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا، كما أنّه سيجازيك على صبرك "إنّما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب". ردت نور