التحقت مساء أمس في ساعة متأخرة من الليل، 9 عائلات وافدة من ليبيا أغلبهم كانوا يقطنون من منطقة غدامس وينحدرون من جنسية مصرية وعراقية وسورية وفدوا إلى الجزائر خوفا من تطور الأمور في ليبيا. وفي لقاء جمع العائلات الوافدة إلى الجزائر مع ''النهار''، صرح أغلبهم أن مخاوفهم من اللجوء إلى الجزائر تلاشت في الدقيقة التى وضعوا فيها أرجلهم في أول شبر من أرض الجزائر، ذلك راجع إلى التسهيلات الجمركية والترحيب الحار والتكفل المطلق الذي وجدوه عند إخوانهم الجزائريين، حيث تم توفير كل سبل الراحة من طرف لجنة الإغاثة التي تشكلت أول أمس، والتى يرأسها والي ولاية إليزي شخصيا . وتم نقل هؤلاء الوافدين في حافلات تحت حراسة أمنية مشددة على طول الخط الرابط بين بلدية الدبداب وإليزي، بالإضافة إلى حراسة مشددة من طرف مصالح الأمن في مراكز الإيواء مع توفير كل الرعاية الصحية والأكل والأغطية والأفرشة. وأوفدت السفارة المصرية، 4 ممثلين عنها إلى منطقة الدبداب وعين أمناس في إطار التنسيق مع السلطات الجزائرية لإجلاء رعاياهم إلى مصر، حيث تم زيارة مختلف إقامات الوافدين المصريين وسط إشادة منهم بالمجهود الجزائري الذي وفرته لرعاياهم والوقفة المشرّفة للشعب الجزائري مع نظيره المصري. كما اجتمعت صبيحة أمس السبت، لجنة الإغاثة بمقر دائرة عين أمناس بغياب والي الولاية الذي تنقل إلى إليزي، حيث شهد الاجتماع حضور كل من المدير الولائي للحماية المدنية الذي لم يغادر مقر الدائرة منذ أمس، بالإضافة إلى رئيس الدائرة وعدة إطارات أمنية ومنتخبين محليين لدراسة مختلف التطورات الحاصلة وتباحث عمل اللجنة ووضع مخطط لكيفية عمل اللجنة مستقبليا وتقسيم الأدوار. وقد أشاد كل المصريين الوافدين إلى الجزائر عبر محور الدبداب بظروف الاستقبال والإقامة والتكفل التام بهم من طرف السلطات والشعب الجزائري، حيث صرحوا أنهم لم يكونوا يتوقعون كل هذه الحفاوة بهم وأضافوا أنهم سينقلون كل ما عاشوه إلى الشعب المصري كل في منطقته ليعرف أن ما كان يقال عن الشعب الجزائري وما كان ينقله الإعلام المصري عن الشعب الجزائري أيام الأزمة الكروية غير صحيح. فد طبي ضمن طاقم الرحلة للتكفل بالجزائريين مع نقلهم مجانا إرسال سفينة ''طاسيلي 2 لإجلاء 1300 جزائري من ليبيا أفاد، أحسن غرايريا، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، بأن الباخرة ''طاسيلي 2'' التي تم إرسالها إلى مدينة بنغازي لإجلاء الرعايا الجزائريين ستحط بالمياه الإقليمية الليبية صبيحة غد الاثنين على الساعة العاشرة. وكشف، غرايريا، أمس، في اتصال مع ''النهار''، عن أن الباخرة ''طاسيلي 2'' كان من المفروض أن تتكفل بضمان الرحلة التي تربط ميناء الجزائر باتجاه مدينة مرسيليا الفرنسية، لنقل الرعايا الجزائريين العالقين هناك، بسبب إضراب شركة النقل البحري الفرنسية، غير أن الاتصال الذي تلقاه محدثنا ليلة الجمعة من طرف مصالح وزارة النقل يؤكدون من خلاله على ضرورة تجنيد باخرة في أقرب الآجال الممكنة لإجلاء الرعايا الجزائريين المقيمين بليبيا، وهي المصالح التي قالت بصريح العبارة ''الجزائريين راهم في حالة''، الأمر الذي أدى بإدارة الشركة إلى تغيير وجهة الباخرة ''طاسيلي 2'' التي ستنقل 1300 مسافر وإرسالها إلى بنغازي الليبية بدلا من مرسيليا، حيث ستحط الباخرة التي غادرت ميناء الجزائر أمس، على الساعة الواحدة ظهرا بالمياه الإقليمية الليبية، يوم غد الاثنين على الساعة العاشرة صباحا لتغادر ليبيا في منتصف النهار وتصل ميناء الجزائر يوم الأربعاء على الساعة الخامسة مساء. وأفاد المتحدث، بأن عملية إجلاء الرعايا الجزائريين ستتم بصفة مجانية، حيث قامت وزارة الشؤون الخارجية بإرسال وفد يترأسه كاتب الدولة لإجراء اتصالات مع ممثلي الجزائر هناك والقيام بترحيل كل من يرغب في مغادرة التراب الليبي، إلى جانب ذلك فقد تدخلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وأرسلت وفدا طبيا يتكون من خمسة أطباء نفسانيين يضافون إلى قائمة الأطباء والممرضين المرسلين من طرف الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين. عودة 71 عاملا بشركات نفطية جزائرية من ليبيا أكدت مصادر مطلعة ل''النهار''، أن الشركة الوطنية للبحث والتنقيب عن البترول فرع 130 التابعة لسوناطراك والعاملة في الأراضي الليبية قامت أمس، بإجلاء 04 من عمالها وإطاراتها الجزائريين من ليبيا على خلفية تدهور الأوضاع هناك إثر ثورة الشعب الليبي الذي يطالب بإسقاط نظام القذافي. كما قامت الشركة الوطنية لأشغال الآبار الجزائرية بسحب 31 عاملا وإطارا من الأراضي الليبية لنفس الأسباب في خطوة تؤكد مغادرة الشركات العاملة في مجال النفط لليبيا، خاصة بعد خطاب القذافي أمس، والذي يعد بمثابة إشارة لبدء حرب أهلية. وأشارت مصادرنا إلى أن الشركة الأولى احتفظت ب12 جزائريا فقط في ليبيا لظروف طارئة في انتظار سحب التجهيزات أو انتظار استقرار الأوضاع. وزير التضامن: ''1500 جزائري مغترب في ليبيا عادوا إلى الجزائر'' صرّح وزير التضامن، السعيد بركات، على هامش الندوة الصحفية المنعقد داخل الصالون الوطني لمؤسسات القرض المصغر بولاية غرداية، بمشاركة 40 ولاية، بأن عدد الرعايا الجزائريين في ليبيا يقدّر ب8500 رعية، وصل منهم إلى حد الآن 1500 منذ بدء الأحداث في ليبيا. وقد أكد السعيد بركات، أن الوزارة اتخذت كل الإجراءات اللازمة والتدابير لضمان سلامة الجزائريين على الحدود الليبية، من خلال نقل هؤلاء إلى منازلهم وتقديم الإسعافات للجرحى، كما أقر بأن عدد الذين وصلوا إلى أرض الوطن، ماعدا عائلة واحدة تقيم في المستشفى. لحرش عبد الرحيم