كشف البروفيسور بوشناق خلادي عبد الله رئيس بعثة الإغاثة الجزائرية إلى لبنان في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" أن البعثة الجزائرية منذ وصولها إلى التراب اللبناني، حيث نصبت خيمة لها في المكان المسمى "زحلة "، قامت بعدة عمليات إسعاف بالتنسيق مع كل من الصليب الأحمر اللبناني والصليب الأحمر الدولي. رمضان بلعمري قال البروفيسور بوشناق ل "الشروق اليومي"، الذي كان أمس يتحدث من العاصمة السورية دمشق، حيث يستعد الوفد الجزائري للعودة إلى أرض الوطن وتعويضه ببعثة أخرى، إن أفراد البعثة الطبية تبرعوا بدمهم في مراكز جمع الدم التي نصبت في المنطقة، كما قاموا بزيارة مستشفيات كانت تؤوي اللبنانيين المصابين سواء بجروح أو الذين يعانون من صدمات نفسية، مضيفا أن البعثة الجزائرية التقت مع مسؤولي لجنة الإغاثة العليا اللبنانية، هذه الأخيرة التي طلبت من البعثة الجزائرية التكفل بمتابعة وصول المساعدات إلى اللاجئين، خصوصا في المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، وإلى جانب هذه المهمة، يقول محدثنا، طلبت لجنة الإغاثة من الوفد الطبي الجزائري التكفل بالنازحين المرعوبين من هول الحرب. وسجل بوشناق أن البعثة الجزائرية كانت البعثة الأولى والوحيدة التي دخلت التراب اللبناني ووصلت حتى نقطة "زحلة" القريبة من العاصمة بيروت، في الوقت الذي كانت الجميع هاربا من لبنان، ومؤكدا أنه ليس هناك أية منظمة أو ممثلي أية دولة من الدول دخلوا لبنان ما عدا الصليب الأحمر الدولي. وقال بوشناق كذلك إن البعثة الجزائرية التي دخلت إلى التراب اللبناني وأقامت يوما ونصف يوم فيه، توزعت على فرقتين واحدة تكفلت بالإغاثة والأخرى تابعت عملية وصول الهبات والمساعدات إلى اللاجئين. وفي هذا السياق، أكد بوشناق أن المساعدات الجزائرية قد وصلت أمس، إلى العاصمة بيروت وتم الشروع في توزيعها على المحتاجين، حسبما أكدته لجنة الإغاثة اللبنانية. وقالت صحيفة "جدعون ليفي"، إن الحرب في لبنان "هي عدمية وإسرائيل استهدفت بنك المعلومات وهناك ثمن باهظ سندفعه جراء استمرارها". وقالت الصحيفة إن الحرب "كانت بلا داعٍ منذ البداية حتى وإن كانت الذريعة مبررة والآن قد حان وقت إيقافها وكل يوم يرفع ثمنها من دون جدوى"، مضيفة أن السعر الدموي يُدفع من دون أن تحصل إسرائيل على ثمن حقيقي ملائم، وأن إسرائيل ضربت حزب الله وحزب الله أصاب إسرائيل التي خرجت إلى الحرب بذريعة مبررة مع وسائل مرفوضة، وقد ادعت أنها تشن الحرب على حزب الله، إلا أنها دمرت لبنان وأن الجدوى الأساسية من هذه الهجمة قد استنفذت". وكتبت صحيفة "عوزي بنزيمان" أن إسرائيل لن تخرج منتصرة من الحرب على لبنان وستدرك محدودية قدراتها العسكرية، مشيرة إلى أن هناك حاجة ملحة لوسيط شبيه بكيسنجر لإقرار تسوية تضمن الاستقرار النسبي بين إسرائيل وجيرانها. فوزي بن أشنهو:الجزائر استجابت لنداء فؤاد السنيورة في ظرف 36 ساعة فقط كشف السيد فوزي بن أشنهو المكلف بمتابعة ملف التضامن مع الشعب اللبناني على مستوى وزارة التشغيل والتضامن الوطني في مقابلة خاصة مع "الشروق اليومي" أن المساعدات التي بعثت بها الجزائر بأمر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل 36 ساعة، قد وصلت أمس، إلى بيروت وتم الشروع في توزيعها على المحتاجين من طرف اللجنة العليا للإغاثة اللبنانية، في وقت كانت قد أرسلت الجزائر الخميس الماضي، طائرتين محملتين ب 90 طنا من المواد الغذائية والأدوية والمولدات الكهربائية والخيم والأغطية. وأوضح المتحدث أن المساعدات الجزائرية وصلت إلى العاصمة بيروت بواسطة شركة نقل تملكها سيدة سورية من أصل جزائري أبت إلا المشاركة في تقديم الدعم للأشقاء في لبنان، حيث غامرت بعمال شركتها وكلفتهم بنقل المساعدات عبر طريق يمر على مدينة حمص السورية قبل أن تصل إلى مكان تم فيه استلام المساعدات من طرف لجنة الإغاثة. وفي السياق ذاته، صرح السيد بن أشنهو أنه ينتظر اليوم وصول وفد جزائري يتكون من 20 فردا إلى العاصمة في إطار مواصلة عملية ترحيل الجزائريين النازحين من لبنان. وعاد السيد فوزي بن أشنهو إلى نداء الاستغاثة الذي أطلقه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة طالبا من خلاله مساعدة الجزائر والعالم أجمع في مواجهة آلة التدمير الإسرائيلية، وهو ما تم الاستجابة له من طرف الرئيس بوتفليقة الذي كلف رئيس الحكومة عبدالعزيز بلخادم ووزير التشغيل والتضامن الوطني جمال ولد عباس بالتحرك السريع واتخاذ الإجراءات اللازمة لإرسال مساعدات عاجلة. وسجل المتحدث أن تحرك الجزائر تمثل في مستوى أول في إيفاد مساعدات باسم الدولة الجزائرية، قبل أن يتحرك المجتمع المدني ممثلا في الاتحاد الطبي الجزائري بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري ووزارة التضامن لإرسال بعثة طبية تتكون من 13 عنصرا متخصصا في الإسعافات الاستعجالية وفي مجالات الجراحة والإنعاش وكسر العظام، وقد سبق لأعضاء البعثة هذه أن شاركوا في أعمال الإغاثة في حرب احتلال العراق عام 2003. وفي هذا المستوى أكد السيد بن أشنهو أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي أرسل بعثة طبية لمساعدة الشعب اللبناني في محنته. وحسب السيد فوزي بن أشنهو، فقد كان قام أعضاء البعثة فور وصولهم إلى دمشق الخميس الماضي ويوم الجمعة الذي تلاه بالتكفل بالجزائريين النازحين من لبنان على مستوى السفارة الجزائريةبدمشق وعددهم 96 جزائريا أغلبهم أطفال، حيث كانوا متعبين ومفزوعين من جو الحرب، قبل أن يتوجه أفراد البعثة الطبية بقيادة البروفيسور بوشناق إلى الحدود السورية اللبنانية يوم السبت الماضي، ثم عبروا الحدود باتجاه منطقة "زحلة" القريبة من العاصمة بيروت، وهناك نصبوا خيمة تحمل العلم الجزائري وشرعوا في مساعدة المتضررين من العدوان. قائمة المساعدات التي أرسلتها الجزائر: - 2000 وحدة أغطية - 300 خيمة - كمية معتبرة من المولدات الكهربائية - أرز - حليب أطفال وحليب غبرة - سكر وفرينة - عدس وعجائن - طماطم مصبرة - زيت