السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سيدة متزوجة وأم لطفل في الخامسة من عمره، أعيش مع زوجي في بيت أهله، المشكلة أنّه عاطل عن العمل، بحجة أنّ والده مرتاح ماديا، كما أنّه لا يهتم بشؤون عائلته الصّغيرة، فكل المسؤوليات تقع على عاتقي من شراء وتسوق وتكفل بالطّفل، متابعة دراسية ومرافقة إلى المدرسة، كما أنّي أتحمّل أعباء الأمور المعلقة من تخليص للفواتير والإهتمام بشؤون البيت مقابل هذا، يجلس زوجي المصون لساعات طوال أما الكومبيوتر يتسلى بالألعاب، فهو لا يجلس معي ومع ابنه، إلاّ على طاولة الطّعام، حتّى مواعيد نومه مختلفة، لأنّه يسهر كثيرا من أجل اللّعب، لينهض في أوقات متأخر. الأكثر من هذا سيدتي، زوجي لا يهتم بي فهو لا يضاجعني ولا يعاشرني، إلاّ مرات قليلة، تعد على الأصابع رغم أنّي جميلة، أنيقة ومهتمة بنفسي إلى أبعد الحدود، للعلم أنا في السادسة والعشرين من العمر وزوجي في الخامسة والثلاثين. مشكلتي معه ليست مادية، لأنّ والده يصرف علينا بسخاء، كما أنّ والدي أطال الله عمره يفعل نفس الشيء، لأنه أيضا مرتاح ماديا. لقد سئمت من الوضع، فماذا أفعل مع هذا الرجل أو بالأحرى الطّفل الذي لا يتقن في حياته إلا اللعب. سعيدة/ جيجل الرد: أشكرك عزيزتي على وضوحك وصراحتك وبيان مشكلتك، من حيث وضعك مع زوجك ووضع زوجك مع نفسه وأهله، وقبل البدء في عرض الحلول المقترحة، من المهم الإشارة إلى الطّرق الخاطئة في تربية الآباء والأمهات لأبنائهم، حتى يصبحوا عالة عليهم، حتّى بعد زواجهم ولا يقدمون لهم النّصيحة ولا التّوجيه السّليم، فهذا المسمّى زوج قد أخذ بنات النّاس، ثم لم يتبع ما أوجب الله تعالى عليه من المسؤولية والقوامة، والقيام بحقوق الزوجة والابن، فأمثالهم لا يستحقون أن يطلق عليهم أزواج، ومن المهم الأخذ على أيديهم وإعادة تنشئتهم وتربيتهم على تحمل المسؤولية والقيام بواجباتهم. عزيزتي؛ لقد ساهمت في تفاقم هذه المشكلة، حيث رأى منك ما يمكن الإستغناء به عن واجباته، فلا دور له معك ولا مع ابنه، فاستراح من عناء الحياة واكتفى باللّعب كطفل لم يبلغ الحلم، وقد زاد الطّين قساوة عندما وجدك تقومين بدوره، ومساعدة من أهله وأهلك، فلا يلومه أحد بحجة أنّهم غير محتاجين ومرتاحين، ومثل هذا الكلام غير صحيح في الحقيقة، فمن ليس اليوم في حاجة، لا يعلم غدا ماذا سيحل به، والإنسان الذي بلا عمل هو بلا قيمة، ومن كان لا هدف له لا حياة له. عزيزتي؛ يجب عليك أن تقفي وقفة صارمة في وجه الجميع بواحدة من ثلاث: إمّا الإستقلال التام عن البيت وقيام الزوج بالعمل وأداء الحقوق لك وللابن كاملة، أو البقاء مع الأسرة، مع قيام الزّوج بكامل واجباته ودوره تجاهك وتجاه الإبن، أو إشعار أهلك وأهله بعدم تحملك ورضاك عن هذا، وقفة صارمة وجادة، وإمّا الإنفصال كتهديد للنّظر في المشكلة من الجميع، ثم عليك بمصارحته ومواجهته ومطالبتك بحقوقك وحقوق ابنك وعدم التّكفل به من طرف أهلك، وقيام الزّوج بواجباته، وإشعاره بأنّه أصبح أبا ولم يعد طفلا يتسلى ببنات النّاس، كما يتسلى بألعابه على الكمبيوتر، وأن تبدي امتناعك عن القيام بما يخصه، وأن تشعريه بأنّ هذه واجباته لا يجب أن يقوم بها غيره. يجب أن يتعاون الجميع لإخراجه من عصر طفولته ومرحلة اللّعب إلى مرحلة الرّجولة إن كان كذلك، وأشعريهم أنّك لم تتزوجي طفلا يلعب لكي أنجب طفلا آخر ويصبح علي أن أربّي طفلين معا. ردت نور