وعائلته تترقب وصول جثته منذ أسبوع تعيش بلدية شلغوم العيد بولاية ميلة على وقع أخبار تفيد بالاختفاء المفاجئ للعشرات من الشباب وهو ما تتداوله الألسن وصار أمرا مألوفا يصنع يوميات السكان الذين يرددون حكايات شبان نفذوا بجلدهم نحو الضفة الأخرى منهم من نجا ووصل إلى ما وراء البحر ومنهم من جعلته الحيتان وجبة لها، ومنهم من وصل ومات هناك، و تفيد الأخبار المتناقلة أن تعداد هؤلاء يفوق خمسين شابا كان آخرهم الشاب جغمون محمد البالغ من العمر 22 سنة والذي أبلغت عائلته من طرف السلطات المحلية في الفاتح من أفريل بوفاته باليونان ما خلف حالة من الفزع وسط جموع عائلات الشباب الذي غادر التراب الوطني قصد الحرقة وتنقلت النهار إلى بيت الضحية الواقع بشارع بونعاس أحمد حيث أكد والده عمي علي أن ابنه التحق بمركز التكوين بعد توقفه عن الدراسة وتحصل منه على دبلوم اختصاص ميكانيكا تصليح أجهزة الحقن ( ديزال ) قبل أن يلتحق لآداء واجب الخدمة الوطنية وهو الالتزام الذي أنهاه منذ أكثر من شهرين حاول بعدها إيجاد عمل لكن دون جدوى وباشر بعدها بعض الإجراءات قصد الحصول على جواز سفر بهدف امتهان بيع الألبسة "تاجر شنطة" يقول والده لضمان مدخول يمكنه من فتح محل تجاري كبقية أترابه , عمي علي أضاف أن العائلة تتكون من ستة أفراد قبل وفاة محمد جميعهم دون عمل الأخ الأكبر للضحية البالغ من العمر 29 سنة يعاني البطالة ودون سكن والزوجة قررت مغادرة المنزل باتجاه بيت أهلها بل وقد تعرض لحادث عمل تسبب له في بتر إصبعه و لا يزال ينتظر حقوقه بعدما تخلى عنه رب العمل وأضاف عمي علي الذي يشكو إعاقة بنسبة 90 بالمائة أنه يعيش على راتب منحة زهيدة التي يتلقاها شهريا وتقدر ب 7 آلاف دينار بعدما تقاعد عن عمله كحارس بإحدى المؤسسات العمومية وبخصوص ابنه المتوفى أكد عمي علي أن السبب الوحيد الذي جعله يغادر المنزل البحث عن القوت بتونس قبل أن يتصل مرة واحدة من تركيا لتنقطع بعدها أخباره لغاية اتصال المسؤولين بالبلدية بهم في الفاتح من الشهر الحالي تبلغهم بأن الابن قد توفي بدولة اليونان ولا يزال لغاية كتابة هذه الأسطر جثمان الضحية لم يصل كما لا زال سر وفاته غاضما في انتظار استلام الجثة ومعها التقرير الطبي الذي قد يكشف بعضا من ظروف وملابسات وفاتة الغامضة.