السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدة نور، أبعث برسالتي بعد أن قرأت العديد من المشاكل، وقد نالت طريقتك في الرد عليها إعجابي، فقرّرت أن أبعث بمشكلتي عساني أجد الحل بحوزتك. أنا شاب عمري 25 من العمر، موظّف منذ سنة. خطبت قريبتي وكنّا سعداء وبعد فترة ليست قصيرة، دبّت الخلافات بيننا، رغم أنّى كنت أحاول إرضاءها بشتّى الطّرق، علما أنّها لا تحسن التّعامل معي ولا تفرق بيني وبين أي شخص آخر، رغم أنّ في كثير من الأوقات تخبر شقيقتي بأنّها تحبني جدا، ولا تعرف لماذا تعاملني هكذا، وأنها تحاول أن تعبّر عن حبها لي، لكنها تفشل في تحقيق ذلك، تفاقمت المشاكل بيننا ذات مرة، فتم فسخ الخطوبة، وبعدها بأشهر قمت بخطبة فتاة أخرى، ولم أستطع التّأقلم معها فتركتها هي الأخرى وعدت إلى خطيبتي الأولى، فكنا لبعض الوقت في توافق ووئام، بعد ذلك عادت الأمور إلى الوضع السابق، لا أعرف كيف أتصرف معها، رغم أنّى أحبها كثيرا، أرجو مساعدتي والسرعة في الرد على مشكلتي، علما أنّ خطيبتي تبلغ الثامنة عشر من العمر. هشام / قالمة الرد: سيدي؛ كونك فسخت الخطبة وخطبت فتاة أخرى ولم تستطع التأقلم معها، ثم عدت إلى خطيبتك، هذا يدل على أنك وهي رغم الخلاف الظاهر والذي تتحدث عنه رسالتك، إلا أنكما متفقان، ورغم شكواك منها، فأنت تحبها وهي أيضا، ولكن مشكلتها الواضحة من رسالتك، أنها عاجزة عن التعبير عن مشاعرها لك، وقد يكون لذلك أسباب كثيرة جدا، فقد يكون حبها لك أكبر لديها من كل كلام ولا تنسي يا سيدي، أنها صغيرة في السن وخبرتها في كل شيء محدودة، ويكفيك أنها تحبك وأنت أيضا تبادلها نفس الشعور. إن حياءها وقلة خبرتها وعدم درايتها بأمور كثيرة، قد يجعل العلاقة بينكما على هذه الصورة من الخلافات المتكرّرة التي سيكون حلها الوحيد الصّبر عليها، وأن تبدأ أنت بتعليمها مفردات الحياة بينكما، فقد تكون خطيبتك متدينة وتخشي الله، أو منغلقة بحكم النّشأة والتّربية التي تمنع الفتاة من الإنفتاح على الجنس الآخر دون حدود، أو قد يكون تصرفها ناتج عن عدم خبرة وعدم قدرة في التّعبير عن مشاعرها، كما أسلفت الذكر. على أي حال، إن ما تلمسه منها ليس بالخطورة التي يمكنك أن تسميها مشكلة، فهي تحبك لكنها قد تكون في انتظار تغليف هذا الحب بإطاره الشرعي، لتأكيد هذا الشعور، والحق أن تصرفها يعتبر أمرا طبيعيا بالنسبة لفتاة صغيرة في مثل سنها، لم تعش الحياة بتجاربها، وربما لم تعرف من النّاس إلاّ أنت، ولا تنسى أننا كأشخاص نختلف في طريقة تعبيرنا عن مشاعرنا من شخص لآخر، فنظرتنا للأمور بالتّأكيد تختلف، فهي تحبك ولكّنها قد تفكّر بعقلها أكثر أو تفتقر الأسلوب السليم والطّريقة الصحيحة في التعبير عن مشاعرها، وكل ما سبق علاجه سيأتي مع الوقت والألفة والتّعود، ومع المعرفة الجيدة بطباع كل منكما للآخر. لقد شرعت الخطبة يا سيدي لتوطيد العلاقة بين الخطيبين ومعرفة كل منهما للآخر، حتى يتحقق التوافق النفسي والقبول والرضا، وكل ذلك من أسس الزواج الناجح القائم على المودة والحب، فأنت لست بحاجة إلى كل هذا القلق ولكنك بحاجة إلى مزيد من الوقت، لتأخذ علاقتك بها التّطور الطبيعي في معرفتها بك، واقترابها منك واطمئنان كل طرف للآخر، فالعلاقة بين أي اثنين لا تنمو بشكل طبيعي بين يوم وليلة، إنما يسبق كل ذلك وقت وجهد لاكتساب الثقة وتوطيد أواصر الحب ودعائمه، حيث يلتقي الطّرفان في نقطة وسط. فدع الأيام تصقل خطيبتك والحياة كفيلة بأن تغيرها وتؤهلها للقدرة على التعبير عن مشاعرها، وليكن كل ذلك بتوجيهك وتحت رعايتك لها، ولتكن أنت راعيها وموجهها، وذلك عن طريق مساعدتك لها بالقراءة والإطلاع وتثقيف نفسها بإمدادها بالعديد من الكتب والمجلات المفيدة التي تنمي العقل وتكسب الإنسان الثقة بالنفس والقدرة على جذب الآخرين والتوافق معهم، ولا تنسى أن السن له دور كبير في إنضاج المرء وإكسابه معارف شتى، أقلها التعبير عن نفسه وعما يجول بخاطره، وخطيبتك تحتاج إلى رعايتك، خاصة أنكما متوافقان ومتفاهمان رغم صغر سنكما، أترك للأيام أن تعلمها واصبر عليها فالصبر جميل. ردت نور