السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: لك منّي أسمى معاني التقدير والإحترام، وأتمنى أن أجد بحوزتك الحل لمشكلتي. أنا لمياء في العشرين من العمر، طالبة جامعية، وعلى قدر من التدين والأخلاق، مشكلتي والدتي، فأنا لا أشعر بأنّي أحبها أبدا، وتؤرقني كثيرا فكرة البرّ بها، بل إنّي أشعر أن أي عقوبة ستنزل بي بسبب عدم بري لها، مع العلم بأن والدتي ليست كبيرة وهي في الأربعينيات، إلا أنّنا لا نتفاهم إلا نادرا، ومنذ طفولتي وأنا لا أشعر بالحب نحوها، لا يوجد أي شيء يجذبني إليها، بل أحيانا لا أشعر بأنّها تحبني حقا، وتهتم بنا وتقدم مصالحنا على مصالحها، لا أجد تلك الأم التي يتحدثون عنها، مع العلم بأنّها لا تقصر في واجباتها، إلا أنّها تمنّ بذلك من وقت لآخر. والدتي حساسة وأي كلمة تجرحها ولا تنساها بسرعة، ثقافتها سطحية، بل حتى ذوقها لا يروق لي، طريقتها في الحديث والتعامل لا تعجبني أيضا، وأكثر ما ينفرني منها شعورها الدائم بأنها مسكينة ومظلومة، وتضحي بأشياء كثيرة، أحاول الإحسان لها ما استطعت، أحاول أن أدعو لها وأقبل رأسها من وقت لآخر، لكني أعجز عن فعل ذلك كما ينبغي، بمعنى صريح يا سيدة نور أنا لا أحبها. لمياء/ تيبازة الرد: عزيزتي، هذه المشكلة يجب أن تؤرقك حقا، خاصة وأنك تقولين إنك طالبة جامعية وعلى قدر كبير من التدين والتخلق، ولكن يا عزيزتي إذا لم يترجم هذا التدين والطاعة لله على التصرف، فكيف ينفع صاحبه، واعلمي يا عزيزتي أن الإنسان إذا أحسن التصرف والتحكم في أقواله وأفعاله وانفعالاته وتصرفاته كلها، بما يرضي الله تعالى فهو المتدين حقا، وهو المستحق للأجر والثواب عند الله تعالى بفضل منه. عزيزتي؛ إن البر عبادة وطاعة لله تعالى فمثلما تصبرين على أداء الصلوات والإلتزام بالحجاب والصيام، فكذلك البر يحتاج إلى صبر وكظم غيظ ولين جانب مع الوالدين، والتغاضي عن أخطائهما والتجاوب معهما في طرح الآراء والنزول عند رغبتهما إذا تعارضت آراؤهما مع آرائك، واعلمي أنّه كلما بررت أبا قاسيا أو أما تختلفين معها في الآراء أو المزاج والطبيعة، كان أجرك أعظم من برك بأب رحيم وأم حنون. عزيزتي؛ أدّبي نفسك على البرّ، تسعدي بأمك مع الأيام، وعليك بالتواضع لها ومعرفة المدخل الذي يمكنك من كسب صداقتها، ومع الأيام ستغلبين على هاجس الإختلاف، واعلمي أن الأمهات بشر يخطئن ويصيبن، وأن كل أم لا بد لها من سلبيات، والشيطان يبرز سلبياتها لأبنائها ليفرق بينها وبين أبنائها. عزيزتي؛ إن برك بوالدك مفتاح خير لك في حياتك وتوفيقك في مستقبلك، بل إن برك بوالدتك دين سيقضى لك من أبنائك في المستقبل. ردت نور