أطلق أنصار ''الخضر'' عشية أول أمس، صافرة إنذار توجب على القائمين على التنظيم في عنابة التحرك بسرعة تفاديا لأي عقوبات من الإتحادين الإفريقي والدولي على المنتخب الوطني، وذلك بعد اقتحامهم أرضية ملعب 91ماي في فترة تدريبات ''الخضر''، مما يستدعي تفكيرا معمقا وإعادة شاملة للسياسة التنظيمية التي تسبق لقاء محاربي الصحراء بأسود الأطلس، خاصة أن انفلات الأوضاع جاء في موقعة لا تتعدى كونها حصة تدريبية للجانب الجزائري فقط، ولم يحضرها عدد كبير من الجماهير، فكيف سيكون الحال يوم اللقاء ؟ يوم تتغير المعطيات كثيرا ويزداد عدد الجماهير إلى الآلاف ويزداد الضغط على اللاعبين والجماهير وعلى القائمين على التنظيم، ولعل الشيء الذي يزيد من خطورة الوضع هو أن مشوار ''الخضر'' في هذه التصفيات في خطر إذا علمنا أن المنتخب الجزائري قد يتعرض لعقوبات صارمة في حال حدوث انزلاقات أو تجاوزات خطيرة قد تحدث في حالة عجز المنظمون عن ضبط أوضاع اللقاء، قد تصل إلى حد منح نقاط اللقاء الثلاث إلى المنتخب المغربي، مما يعني توقف مشوار ''الخضر'' وحرمانهم من المشاركة في ''كان 2012'' بالغابون وغينيا الإستوائية، ناهيك عن إجراءات أخرى كإتمام مشوار التصفيات دون جمهور وعقوبات مالية أخرى، ولتفادي ما لا يحمد عقباه توجب على القائمين على تنظيم هذا الداربي الحيطة والحذر وتجنيد أكبر عدد ممكن من أعوان الأمن، بالإضافة إلى تنظيم لجان أنصار تكون مهمتها دعوة الأنصار إلى التعقل، لأن ذلك في صالح منتخبهم، وكان أشبال بن شيخة قد اضطروا لقطع مرانهم يوم الإثنين في إطار استعدادهم للقاء المنتخب المغربي الأحد المقبل في الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 بسبب إصرار بعض المشجعين على دخول الملعب والاقتراب من اللاعبين، في صورة توضح فراغات رهيبة في الجانب الأمني، وحضر آلاف المشجعين الحصة التدريبية الأولى للمنتخب الجزائري بملعب ''العقيد شابو'' بوسط مدينة عنابة، في مشهد فاجأ الجهاز الفني واللاعبين، مما اضطر المدير الفني عبد الحق بن شيخة قطع الحصة التدريبية بعد 45 دقيقة من بدايتها، خوفا من فقدان اللاعبين تركيزهم، كما قرر إجراء الحصص المتبقية بدون حضور الجمهور. تجدر الإشارة إلى أن آخر الأخبار من عنابة أكدت على تكليف ثمانية آلاف شرطي بتأمين المباراة، منهم خمسة آلاف ينتسبون لأمن ولاية عنابة، والبقية من فرق وحدات مكافحة الشغب، كما أن فرقا من جهاز الدرك الوطني ستتولى تأمين مقر إقامة المنتخب المغربي، على أن تتكفل فرقة من الشرطة القضائية بتأمين تنقلات الفريق من الفندق إلى ملاعب التدريب، إضافة إلى القيام بالمهمة نفسها يوم المباراة، كما ينتظر تثبيت 20 كاميرا للمراقبة بجوانب ملعب ''19 مايو 1956'' لمراقبة المشجعين، كما تتولى طائرة عمودية مراقبة الأوضاع من الجوّ. النقائض يجب أن تتدارك قبل وقوع ''الفاس على الراس''.. ونحو تعزيزات إضافية يبدو أن ما حدث خلال أولى تدريبات ''الخضر'' بملعب ''شابو'' عندما توقفت الحصة بسبب اقتحام الأنصار لأرضية الميدان، سيبقى هاجسا لدى المنظمين للعرس الكروى المنتظر في الداربي المغاربي بين المنتخب الوطني ونظيره المغربي في ملعب 19 ماي بعد أيام قليلة، حيث وقع القائمون على ''الخضر'' في ورطة حقيقية باختيار ملعب عنابة لاستقبال هذه المواجهة الحساسة والمصيرية لمشوار المنتخب في تصفيات أمم إفريقيا، بالنظر إلى عامل نقص الخبرة الذي ظهر جليا خلال أولى الحصص التدريبية التي عجز فيها المنظمون عن السيطرة على بعض الأنصار الذين اقتحموا أرضية الميدان وأوقفوا الحصة التدربية، ولذلك يجب في أقرب وقت تدارك هذا النقص وإضافة تعزيزات أخرى للجنة المنظمة من أجل ضمان السير الحسن لهذا الحدث المغاربي الكبير وتجنب حدوث ما لا يحمد عقباه خلال المباراة، خاصة وأن ''الفيفا'' و''الكاف'' تتعاملان بحزم شديد مع هذه المواقف، ويمكن أن تُمنح النقاط الثلاث للضيوف في حالة ما إذا تكررت هذه الأمور خلال المواجهة المرتقبة يوم الأحد المقبل وهو ما يعني إقصاء ''الخضر'' من سباق التأهل إلى ''الكان''. العقوبات من المال إلى الإلغاء... و''الفيميجان'' عدو الجزائريين مع ''الفيفا'' لعل أكبر خطأ قد يقع فيه أنصار محاربي الصحراء يوم الأحد المقبل هو اجتياح أرضية الملعب، وإذا حدث هذا فإن العقوبة قد تتراوح بين العقوبة المالية إلى الحرمان من النقاط الثلاث ومنحها لأسود الأطلس، وذلك يكون حسب التقرير الذي يقدم من مراقب اللقاء إلى الاتحاد الإفريقي، فإذا كان الإقتحام من مناصر أو مناصرين فإن ذلك لن يتعدى العقوبة المالية، أما إذا كان الإجتياح كبيرا وشمل عددا كبيرا من الأنصار قد يصل إلى حد توقيف اللقاء فذلك لن يكون إلا في صالح أشبال غيرتس الذين سيضفرون بالنقاط الثلاث بغض النظر عن النتيجة، وإلى جانب الإجتياح فإن الألعاب النارية ''الفيميجان'' تبدو أحد الأسباب التي قد تجر أشبال بن شيخة إلى العقوبات إلا أن هذا الأخيرة قد تنجر عنها عقوبات مالية فقط، وحسب آخر الأخبار التي تصل من عنابة فإنه تم اقتناء الكثير من ''الفيميجان'' بالإضافة إلى ما سيحظره مناصرو المدن الأخرى، وذلك استعدادا للقاء القادم. وفي الشأن تحدثت بعض المصادر أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم حذر ''الفاف'' من أية خروقات في المباراة القادمة، وإلا فإن مصير ''الخضر'' سيكون خسارة المباراة، لذلك على الجميع الإبتعاد عن كل ما قد يحرم منتخبنا من نقاط اللقاء التي نحن في أمس الحاجة إليها لمواصلة تصفيات التأهل ل''كان 2012''.