خلّفت اشتباكات عنيفة وقعت أمس، بين قوات مكافحة الشغب والأساتذة المتعاقدين الذين حاولوا اقتحام مبنى المرادية، ما لا يقل عن 15 جريحا في صفوف الأساتذة، والذين تم نقلهم إلى المستشفى. وقامت قوات الأمن بتطويق كل المنافذ المؤدية إلى قصر المرادية، تخوفا من أي انزلاق عقب محاولة الأساتذة المتعاقدين اقتحام رئاسة الجمهورية، من أجل مقابلة رئيس الجمهورية، لعرض مشكلهم، غير أنّه نجم عن المشادات العنيفة بين الطرفين، حالات من الإغماءات والجرحى، في حين أكدّ الأساتذة المتعاقدون أنّ الرئيس هو الذي يملك الحل لمشكلتهم، بعد أن رفض وزير التربية الإستجابة لمطالبهم التي تكمن في الإدماج في مناصب عملهم. ويعتصم الأساتذة المتعاقدون منذ تسعة أيام أمام رئاسة الجمهورية بأعالي العاصمة، للمطالبة بإدماجهم في قطاع التربية كأساتذة دائمين، وطالبت وزارة التربية الوطنية الأساتذة، بتعيين ممثلين عن المحتجين، بعد إقدام أحد الأساتذة الشباب على محاولة الإنتحار حرقا، للإجتماع مع مسؤولي الوزارة غير أنّ الأساتذة رفضوا، مشددين على أن المسؤول الوحيد الذي من الممكن التحدث معه، هو الرئيس بوتفليقة، بعد أن فشلت كل المفاوضات بينهم و بين الوزارة الوصية. ومن جهة أخرى؛ وجه الإتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين، رسالة إلى رئيس الجمهورية باعتباره القاضي الأول في البلاد، تطالبه باتخاذ قرار سياسي يسمح بإدماج الأساتذة المتعاقدين في مناصبهم التي شغلوها منذ سنوات، أو في مناصب أخرى تعادل شهاداتهم، حتى لا تضيع حقوقهم والإستفادة من خبرتهم الميدانية التي اكتسبوها طيلة مسارهم المهني، وحل الإشكال بصورة جذرية. وجاء بيان الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أمس، إثر الزيارة الميدانية لمسؤولي النّقابة للمتعاقدين المعتصمين بالقرب من وزارة التربية الوطنية ورئاسة الجمهورية، والذين هم في وضعية مأساوية تستعطف ذوي القلوب الرحيمة، مما يستدعي تدخل السلطات العمومية لإيجاد حل ناجع لمعضلتهم التي ما فتئوا يتخبطون فيها منذ سنوات طوال، دون تحرك الجهات الوصية والتزامهم الصمت، رغم ما بذلوه من جهد وعطاء لفائدة أبنائنا التلاميذ، متحدّين كل الصعاب ومؤدين واجباتهم في المداشر والجبال والصحاري، ممّا يستوجب حلا استعجاليا لهم قبل تفاقم الأوضاع وازدياد حدّة هذا المشكل الذي كان من المفروض أن يكون المشكل قد تم القضاء عليه لو وضعته الوصاية في اهتماماتها.