أخذ التجمع الاحتجاجي المفتوح الذي نظمه المئات من الأساتذة المتعاقدين أمام مقر رئاسة الجمهورية منعرجا خطيرا، حيث شهد ومنذ ليلة أمس مشادات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب والمحتجين الذين قضوا ليلهم في العراء، رافضين ترك “المرادية” إلى غاية صدور قرار إدماجهم، ما أسفر عن جرحى وسط العشرات منهم وإغماءات الخالدي يتحايل لامتصاص الغضب ويدعي وجود تعليمة للإدماج وقعها الرئيس تصاعدت أكثر صبيحة اليوم إثر قيامهم بغلق الطريق المؤدي إلى الرئاسة، الذي انجر عنه تعزيز أمني مكثف، يتحمل عواقبه الأمين العام لوزارة التربية الذي ادعى وجود تعليمة صادرة عن الرئاسة تؤكد على إدماجهم، لامتصاص غضبهم. نجح عدد هائل من متعاقدي قطاع التربية في الصمود خلال الاعتصام المفتوح، الذي تبناه المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين المنضوي تحت لواء نقابة “السناباب”، منذ صبيحة الأحد، رغم قمع الشرطة وقوات مكافحة الشغب التي استعملت القوة والعنف ليلة أمس بالهراوات والعصي لتخويف المحتجين الذين افترشوا “الكرطون” أمام الرصيف المقابل لثانوية الشيخ بوعمامة لقضاء ليلتهم الأولى في العراء، موازاة مع تجاهل رئاسة الجمهورية لمطالبهم الخاصة بالتدخل لإصدار قرار رئاسي لإدماجهم في مناصبهم الشاغرة. ونقلت رئيسة المجلس، مريم معروف، في تصريح ل “الفجر” المشادات العنيفة التي قالت إنها أسفرت عن جرح سبعة أساتذة، بينهم امرأتين بجروح متفاوتة الخطورة، استدعى نقلهم مباشرة إلى مستشفى مصطفى باشا، ونفس السيناريو تكرر صبيحة أمس، حيث استعمل العنف ضد المحتجين عند محاولتهم تنظيم مسيرة إلى مقر الرئاسة، تصعيدا للاعتصام المفتوح الذي عرف التحاق عدد آخر من المتعاقدين عبر مختلف ولايات الوطن لمساندة زملائهم. وقد جاءت فكرة التصعيد موازاة مع التحايل الذي اعتمده أمين عام وزارة التربية، أبو بكر الخالدي، حسبما كشفته مريم معروف، التي أكدت أنه استدعاهم للوزارة بحجة وجود تعليمة صادرة عن الرئاسة بخصوص إدماجهم ليطلعوا عليها، غير أن المتعاقدين تفاجؤوا بعدم وجود أية تعليمة، حيث كان الخالدي يحاول مراوغتهم لامتصاص غضبهم فقط، مكتفيا بوعود إدماجهم عن طريق مسابقات التوظيف. وتسبب تصرف ممثل الوزير في إشعال غضب المحتجين الذين هددوا بالانتحار عن طريق الحرق الجماعي، قبل أن يشرعوا في غلق الطريق والجلوس على الأرض، الأمر الذي عرقل سير السيارات لمدة من الوقت، استدعى تعزيز قوات الأمن بقوات مكافحة الشغب لإبعادهم عن الطريق باستخدام القوة والعنف، ما أدى إلى سقوطهم وتسجيل إغماءات وجرحى على غرار ما حدث لأستاذ من أدرار، نقل على نجاح السرعة للمستشفى من طرف الحماية المدنية، في ظل عدم تحرك السلطات لتوقيف الاحتجاج وتمسك المحتجين بقضاء ليلة أخرى في الشارع.