لقي عشرة من ثوار ليبيا مصرعهم في قصف جوي نفذته قوات التحالف الغربي على مشارف مدينة البريقة التي تردد أن الثوار نجحوا في استعادتها، كما قُتل 13 آخرين بطريقة مماثلة قرب أجدابيا، منهم أطفال ومدنيون، فيما واصلت كتائب القذافي قصفها المدفعي على مدينة مصراتة أمس. وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر إعلامية بأن بعض قوات القذافي تسللت بين الثوار وأطلقت نيران أسلحة مضادة للطائرات في الهواء لترد طائرات حلف شمال الأطلسي ''ناتو'' بقصف الثوار، وأضافت المصادر ذاتها أنه تم مشاهدة هياكل محترقة لأربع مركبات على الأقل بينها عربة إسعاف على جانب الطريق بالقرب من المدخل الشرقي للبلدة النفطية، في الوقت الذي كان رجال يؤدون صلاة الجنازة عند مقابر قريبة، وكان 13 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب سبعة آخرون في وقت سابق من مساء الجمعة عندما قصفت طائرات الناتو قافلة للثوار تضم أربع سيارات غرب مدينة أجدابيا. وأشارت الحكومة الليبية من جانبها إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 12 آخرين إثر غارات بالمنطقة نفسها، وتراجع الثوار إلى مشارف أجدابيا بعد نجاح كتائب القذافي في استعادة مدن سيطروا عليها مطلع الأسبوع الماضي، على غرار رأس لانوف وبن جواد و البريقة. ومن جانب آخر، عُثر على جثث متفحمة لأكثر من سبعة عناصر من كتائب القذافي وعشر سيارات تابعة لهذه الكتائب محترقة على حافة الطريق، وجاءت هذه التطورات بعدما أعلن المجلس الوطني الانتقالي عن تشكيل قيادة عسكرية موحدة للثوار برئاسة وزير الداخلية السابق اللواء عبد الفتاح يونس. وعلى الصعيد السياسي، رفضت الحكومة الليبية عرض المجلس الوطني الانتقالي المتعلق بوقف إطلاق النار ووصفته بأنه تعجيزي، علما بأن الثوار كانوا قد اشترطوا قيام العقيد معمر القذافي بسحب قواته من جميع مدن ليبيا واحترام حق الليبيين في الاختيار. مصادر مقربة منه قالت أنه علق بسخرية من انشقاق وزير خارجيته إحباط محاولة تمرد داخل مقر إقامة القذافي كشفت مصادر رسمية ليبية عن إحباط محاولة تمرد داخل مقر إقامة القذافي، مؤكدة أن القذافي متواجد في العاصمة طرابلس وسخر من انشقاق وزير الخارجية موسى كوسا، واتهم مخابرات أجنبية بالضغط عليه. ونقلت صحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية عن مصادر ليبية رسمية رفيعة المستوى، علمها بوجود مفاوضات سرية بين ممثلين عن نظام معمر القذافي وحكومات غربية، فيما أكدت أن القذافي ما يزال في مقره بثكنة باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس، نافية أن يكون القذافي أو أي من أفراد أسرته قد غادر البلاد. وأوضحت المصادر ذاتها، أن القذافي عقد على مدى اليومين الماضيين، اجتماعات مغلقة مع كبار قادة قواته العسكرية وكتائبه الأمنية لدراسة الوضع الميداني، مضيفة أن القذافي سخر من هروب موسى كوسا وزير الخارجية الليبي إلى بريطانيا وإعلانه الانشقاق عليه، ومشيرة إلى أن القذافي قال لبعض المقربين أن خروج كوسا وراءه محاولات ضغط وترهيب مارستها أجهزة مخابرات أجنبية لم تحددها. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط، أن محاولة تمرد محدودة وقعت منذ يومين داخل مقر إقامة القذافي من قبل بعض صغار ضباط القوات المسلحة الموالية للنظام الليبي، لكن تدخل قوات القذافي أخمدتها على الفور، دون تقديم تفاصيل أوفى حول الموضوع. رفض شروط وقف إطلاق النار التي اقترحتها المعارضة نظام القذافي يرفض الهدنة ويصف الثوار بالمجانين رفض النظام الليبي شروط وقف إطلاق النار التي اقترحتها المعارضة، مؤكدة أنها غير مستعدة لسحب قواتها من المدن التي تسيطر عليها، وأنه لا يزال مستعدا للسلام والحوار، مشيرا إلى أن قوات القذافي تحترم وقف إطلاق النار الذي فرضه قرار الأممالمتحدة. وفي السياق ذاته، استغرب المتحدث باسم الحكومة، موسى إبراهيم طلبات الثوار، وانفجر قائلا ''إنهم يطلبون منا أن ننسحب من مدننا، إذا لم يكن هذا ضربا من الجنون فأنا لا أعرف ماذا أسميه، أنا أؤكد لن تنسحب القوات الحكومية من هذه المدن''، مضيفا ''المتمردون لم يقترحوا السلام أبدا بل إنهم يقترحون طلبات مستحيلة''، مؤكدا أن الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي جرائم ضد الإنسانية، مشيرا إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين في قصف جوي بالقرب من مدينة البريقة. وكانت المعارضة الليبية قد أعلنت في وقت سابق عن أنها مستعدة للتقيد بوقف مشروط لإطلاق النار إذا ما توقفت القوات الموالية للعقيد معمَّر القذافي عن مهاجمة المدن التي يسيطر عليها المعارضون، وهو ما نقله مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض ''إن شرط المعارضة للقبول بوقف إطلاق النار هو أن تنسحب كتائب وقوات القذافي من المدن الليبية وأن تتاح للشعب الليبي حرية الاختيار والتظاهر السلمي ضد الحكومة''، مواصلا القول ''عند ذلك، سيرى العالم أن الليبيين يختارون الحرية''. ورفض عبد الجليل أي شروط من قبل نظام القذافي، ''لأن ذلك يعني تقسيما لليبيا، وهو ما يرفضه المجلس''، مؤكدا أن هدفهم كمعارضة هو الإطاحة بالقذافي، إذ قال ''هدفنا تحرير البلاد وبسط سيادتنا على كامل التراب الليبي بما فيها العاصمة طرابلس''، كما أملى البيت الأبيض على لسان جاي كارني، أن يتنحى القذافي عن السلطة في حال انتهت المواجهات التي تشهدها البلاد، أين قال هذا الأخير ''إن معمر القذافي لم يعد قادرا على الحكم وفقد الشرعية في نظر شعبه والعالم.. موقف الرئيس أوباما يتلخص في أن القذافي يجب ألا يبقى في السلطة''، معربا عن اعتقاده بأن ''الشعب الليبي أيضا يرفض أن يكون القذافي حاكما له''. الجيش الأمريكي يشرع في سحب طائراته وصواريخه من ليبيا شرع الجيش الأمريكي في سحب طائراته المقاتلة وصواريخه الموجهة التي تشارك في الهجوم الجوي على قوات القذافي، وذلك عقب تولي حلف شمال الأطلسي قيادة العمليات العسكرية في هذا البلد -حسبما أعلنت عنه مصادر عسكرية أمريكية أمس. حيث بدأ الجيش الأمريكي أول أمس، في سحب مقاتلاته وصواريخه الموجهة من طراز توماهوك من مسرح العمليات العسكرية في ليبيا، تمهيداً للانتقال إلى دور المساندة، كما هو مقرر، وفق ما أكده مسؤولون في البنتاغون، الذي أفسح الطريق لقوات الحلف الأطلسي التي تولت قيادة العمليات ضد ميليشيات القذافي، انطلاقا من نهاية الأسبوع الماضي، لتنحصر مهمة القوات الأمريكية في إمداده بطائرات لتزويد الوقود في الجو وأخرى لتنفيذ طلعات تشويش واستطلاع، وهذا ما أكده مسؤول في البنتاغون والذي قال ''سوف نركز على مهام دعم وليس على ضربات''، مما يؤدي لا محالة إلى تضاؤل وتيرة المشاركة الأمريكية في هذه العمليات، شيئا فشيئا. وميدانيا، ثبت أن سلاح الجو الأمريكي، نفّذ أول أمس، عشر طلعات فقط، من أصل 74 طلعة نفذت في ليبيا خلال 24 ساعة الأخيرة، كما لم تطلق هذه الطائرات ولا صاروخ توماهوك واحد منذ الخميس الماضي، ومع هذا فقد أعلن قائد الجيوش الأمريكية المشتركة الأميرال مايكل مولن، أن المقاتلات الأمريكية يمكنها أن تعود إلى المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا إذا ما طلب منها ذلك الجنرال الكندي شارل بوشار قائد عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا. أسلحة لثوار ليبيا عبر مصر واعتقال زوجة وزير الخارجية الهارب ذكرت مجلة ''فوكوس'' الألمانية، أمس، أن الثوار يحصلون على أسلحة عبر مصر، بعلم من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لم تعارض الأمر. ونسبت المجلة هذه التصريحات لمسؤول أمريكي، والتي أكد من خلالها أن نقل الأسلحة بدأ من مصر ''قبل بضعة أيام'' بعلم الولاياتالمتحدة، كما ذكر المسؤول أن مصر طلبت بقاء هذه العملية سراً لأنها تريد التصرف تجاه ليبيا بحيادية ووفقاً لتقرير المجلة التي ستصدر غدا في الأكشاك، فإن الأسلحة تمثلت في بنادق آلية وذخير . من جهة أخرى، أعلنت رئاسة نيكاراغوا تعيين وزير الخارجية الأسبق ميغيل ديسكوتو، نائبا للسفير في الأممالمتحدة، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان نظام القذافي تكليفه برئاسة البعثة الليبية في الأممالمتحدة، فيما قال مراسل صحيفة ''الديلي تلغراف'' البريطانية في طرابلس، أن أجهزة الأمن التابعة للقذافي اعتقلت زوجة موسى كوسا وتقوم حاليا باستجوابها.