أكد ممثلو المعارضين المسلحين الذين يحاربون قوات العقيد معمر القذافي في شرق ليبيا لوكالة الأنباء الفرنسية أنهم حققوا تقدما أمس موضحين أنهم يسيطرون على مصب البريقة النفطي . وشاهد احد مراسلي فرانس برس جثث متفحمة لأكثر من سبعة من جنود القوات النظامية على الطريق المؤدية الى بلدة البريقة الجديدة التي تبعد بضعة كيلومترات عن البريقة (800 كلم شرق طرابلس). وإلى جانب تلك الجثث توجد نحو عشر سيارات مكشوفة تابعة للجيش الليبي محترقة على حافة الطريق في مؤشر على شدة المواجهات في هذه المنطقة. إلى ذلك، ذكر أحد المعارضين الليبيين أمس إن ضربة جوية للتحالف الغربي أصابت مجموعة من المحتجين على المشارف الشرقية لبلدة البريقة ليلة الجمعة إلى السبت، مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى على الأقل. ورأى مراسل رويترز هياكل محترقة لأربع مركبات على الأقل بينها عربة إسعاف على جانب الطريق بالقرب من المدخل الشرقي للبلدة النفطية. وقال مصطفى علي عمر أحد المعارضين المسلحين "بعض قوات القذافي تسللت بين المعارضين وأطلقت نيران أسلحة مضادة للطائرات في الهواء... بعد ذلك جاءت قوات حلف شمال الأطلسي وقصفتهم . وذكر معارضون مسلحون في المكان أن ما يصل إلى 14 شخصا قد يكونون قتلوا في القصف الذي قالوا إنه وقع ليلا. وألقى معظم المعارضين باللوم على عميل للقذافي لتعمده جذب النيران الصديقة على المعارضين ولكن آخرين قالوا إن معارضين آخرين أطلقوا النيران في الهواء بطريق الخطأ. وصرح مقاتل طلب عدم نشر اسمه "أطلق معارضون النيران في الهواء وجاء التحالف وقصفهم. نحن من أخطأنا". وقال معارض آخر يدعى محمد عبد الله إن المعارضين ما زالوا بحاجة للضربات الجوية لمواجهة قوات القذافي المسلحة بشكل أفضل. وأضاف مشيرا إلى بندقيته "لا يمكننا محاربته بهذه الأشياء". وقال محتجون إن قوات القذافي أطلقت صواريخ على البريقة ليلا والقتال استمر إلى الغرب من محيط البلدة في وقت مبكر من صباح أمس.و أشار حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى أنه يبحث تقارير حول هذا الهجوم. وقالت المتحدثة باسم الحلف، أوانا لونجيسكو ، أمس ردا على استفسار: "نحن نبحث هذه التقارير، و نتلقى التقارير حول وقوع خسائر مدنية بصدمة كبيرة دائما". يشار إلى أن حلف الأطلسي تولى قيادة العمليات العسكرية في ليبيا، و هي العمليات التي تلعب فيها فرنسا وبريطانيا الدور الرئيسي. و كان المحتجون تحركوا أول أمس لتحصين مدينة أجدابيا حيث يتوقع أن تهاجمها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وهي مدينة تمثل نقطة هامة على الطريق بين العاصمة الليبية طرابلس غربا ومعقل المحتجين في بنغازي شرقا. و أوردت قناة الجزيرة من جهة أخرى، أن قوات القذافي توقفت عن استخدام الدبابات في هجماتها ضد الثوار، حيث يسهل استهدافها من قبل غارات التحالف، وتستخدم بدلا من ذلك مدافع الهاون التي تحملها شاحنات نقل صغيرة حيث تبدو إلى حد كبير مثل الشاحنات التي يستخدمها المحتجون. م.م