السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: أمي نور أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر من مدينة عين وسارة، وقعت في حب ابنة الجيران وقد طلبت من والدتي التقدم لأهلها، لكنهم رفضوا وفضّلوا ابن عمها الذي لم تكن تطيق حتى النظر إليه، لكنها المسكينة تزوجته مرغمة، وقد علمت أنّها تعيش التعاسة معه، لذلك فإنّني أخطط لكي أجعلها تهرب من بيت الزوجية لكي نسافر بعيدا، لكنّي أخشى أن ترفض فكرتي، علما أنّي أحبها كثيرا ولم أعد أستطيع الصّبر أكثر، ساعديني أرجوك أمي نور لأفوز بحبي وأمنح لنفسي الفرصة لكي أعيش السّعادة من جديد. ف / عين وسارة الرد: لو كنت تحب هذه الفتاة، وتحمل كل معاني الحب وصدق المشاعر، لتمنيت لها الإستقرار والسعادة التامة في هذا الزواج، ولكن مجرد إن تفكر في الهروب معها، فهذا دليل قاطع على أن مشاعرك مجرد نزوات وأنانية مطلقة. فالحب لا يمكن تقبله إذا كان مبنيا على شقاء الحبيب والتسبب له في مشاكل. لأنّه بهذا الشكل يتحول إلى غابة لا ينال السعادة فيها إلا الأقدر على اغتصاب أسبابها، بالتهور وقلة العقل، لهذا لابد دائما من ضوابط تجعل الخروج على مألوف الحياة، أمرا لا يمكن التسليم به بسهولة، ولابد أيضا من أن يبذل كل إنسان عادل غاية جهده، في ألا يكون طريقه إلى حبه وسعادته مرتبطا بهدم البيوت وانتهاك الحرمات. عزيزي ما عليك إلا الإبتعاد ونسيان هذا الحب، أو بالأحرى النزوة، التي لن تزيدك إلاّ تعبا وشقاءا، بل أنّه لن يثمر إلا أشواكا برية حادّة قد تسبّب لك الجراح الدامية مدى الحياة. ردت نور