الإشاعات تدخل جمال مبارك السجن والضبابية تلف الوضع الصحي للرئيس المخلوع نقل الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، أمس، إلى مستشفى شرم الشيخ، وسط تضارب في الأنباء حول الأسباب. وفيما قالت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصدر أمني مصري أن مبارك نقل للعلاج بعد تدهور في صحته، كانت مصادر إعلامية مصرية عديدة تردد روايات عكس ذلك، حيث تراوحت الأخبار الواردة من مصر بين تهرب مبارك من المثول لاستدعائه للتحقيق والتحجج بالعلاج، وبين اختيار مستشفى شرم الشيخ كمقر لإجراء التحقيقات معه كإجراء أمني احترازي لتأمين حياته. وكانت وسائل إعلام مصرية تحدثت منذ صبيحة أمس، عن ورود أنباء تفيد بوجود استعدادات في مستشفى شرم الشيخ لاستقبال الرئيس المصري السابق. وفي هذا الإطار، قالت صحيفتا الدستور والبشائر أن مبارك سينقل لمستشفى شرم الشيخ لإخضاعه للتحقيق هناك، مضيفة أن اختيار المستشفى كان بهدف تأمين حياته وتفادي نقله للعاصمة القاهرة وما في ذلك من مخاطر كبرى. وفي هذا الإطار، قالت وسائل إعلام مصرية أن خطة نقل مبارك للتحقيق معه في محافظة جنوبسيناء، كانت تقضي بالتكتم على مكان إجراء التحقيقات معه وتجنب الكشف عنه لآخر لحظة، مشيرة إلى أن خيارات السلطات الأمنية المصرية تراوحت بين التحقيق معه داخل مستشفى شرم الشيخ أو داخل وحدة عسكرية قريبة من مديرية الأمن بمحافظة جنوبسيناء. أما وكالة الأنباء الفرنسية، فقد قالت نقلا عن مسؤول أمني في مصر لم يكشف هويته، أن مبارك نقل للمستشفى بغرض العلاج. وهو نفس ما نشرته صحيفة ''الأهرام'' الحكومية المقربة من السلطات المصرية، حيث نسبت الخبر لمصادر أمنية، مشيرة إلى أن دخول مبارك المستشفى قبيل الشروع في التحقيق معه كان في ''ظروف غامضة''. غير أن تلك الرواية لم تجد صدى واسعا لدى الرأي العام المصري وحتى في أوساط وسائل الإعلام المصرية والعربية، حيث أجمعت تعليقاتها وتفسيراتها لما جرى أمس في شرم الشيخ على أن مبارك أراد التهرب من التحقيق عبر الزعم بالتعرض إلى وعكة صحية، حيث قال الموقع الإخباري ''بوابة الأهرام'' أن مبارك تهرب من المثول أمام المحققين غير أن القضاء المصري صمم على ملاحقته والتحقيق معه حتى وهو داخل المستشفى. وكانت أنباء راجت منذ صبيحة أمس، تحدثت عن وصول مبارك على متن سيارة مصفحة إلى مقر ثكنة عسكرية في جنوبسيناء وسط حراسة أمنية مشددة، قبل أن ترد أنباء أخرى عن مشاهدة تعزيزات أمنية ملحوظة في محيط مستشفى شرم الشيخ، مكونة من رجال شرطة وعناصر من الحرس الجمهوري، ما اعتبر مؤشرا على قرب وصول مبارك إلى الموقع. وفي سياق ذي صلة، ذكرت وكالة الأنباء الدولية ''بلومبرغ'' ووكالة الأنباء الصينية أن جمال مبارك نجل الرئيس المصري السابق، أودع الحبس 15 يوما، على خلفية اتهامه في قضايا فساد، غير أن الخبر لم تؤكده ولم تنفه مصادر مصرية رسمية، وسط ضبابية وغموض ميزت الجو العام في مصر أمس، خصوصا بعدما ذكرت صحيفة ''الأهرام'' أن جمال مبارك كان منتصف نهار أمس في طريقه من مدينة شرم الشيخ إلى القاهرة وسط حراسة مشددة للامتثال لقرار استدعائه للتحقيق. وزير الداخلية المصري يؤكد تسليم مبارك ونجليه استدعاء للمثول أمام العدالة قال رئيس الوزراء المصري عصام شرف مساء أول أمس، ''أن لا أحد في مصر فوق القانون، ردا على الرسالة الصوتية التي وجهها الرئيس السابق حسني مبارك، يوم الأحد ونفى خلالها اتهامات موجهة له بالفساد''. وتعهد عصام شرف في خطاب متلفز بالتحقيق في الأحداث التي شهدتها يوم السبت الماضي، وأعلن فيه سعيه لإجراء تحقيق قضائي في الأمر. وأضاف أنه ''استجابة للمطالب الشعبية بتقصي حقيقة ما جرى في ميدان التحرير فجر السبت طالبت من وزير العدل اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو ذلك''.وجاءت تصريحات رئيس الوزراء المصري بعد ساعات من إعلان وزير الداخلية أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك قد تسلم رسمياً طلب الاستجواب الذي أصدره النائب العام بحقه أمس، في تصريح خاص ل''العربية'' . وقال وزير الداخلية، في حلقة من برنامج ''مقابلة خاصة'' المذاعة يوم الثلاثاء أن القرار الذي وصله من النائب العام لم يكن قراراً بالضبط والإحضار، وإنما بمثول الرئيس ونجليه علاء وجمال أمام المحكمة للإدلاء بأقوالهم. كما أعلنت وزارة الداخلية عن أن مبارك ونجليه يمكن توقيفهم إذا لم يمتثلوا للاستدعاء الصادر بحقهم للمثول أمام النيابة العامة، للتحقيق في الاعتداءات على المتظاهرين، وفي تهم فساد. من جهة أخرى، أكد مصدر قضائي بمحكمة النقض أن امتثال جمال مبارك أمام جهاز الكسب غير المشروع إلزامي وإجباري وجوبي وليس اختيارياً، موضحاً أنه إذا قام الجهاز بإبلاغ جمال مبارك بموعد الحضور أمام إدارة الفحص بجهاز الكسب غير المشروع فليس له إلا الحضور ويحظر نهائياً التخلف عنه.