حذّر، عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، من تجاهل السلطة لموجة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد منذ جانفي المنصرم، داعيا إياها إلى التجاوب وفتح قنوات الاستماع، مناديا في الآن ذاته إلى تغيير بعض الوجوه في الحكومة، وهو ما يعتبر من صلاحيات رئيس الجمهورية. وفي سياق متصل، أشار بلخادم، لدى نزوله ضيفا على حصة ''حوار الساعة'' للتلفزة الوطنية ليلة الأربعاء 13 أفريل الجاري، إلى أن الجزائر ليست في مأمن عما تعيشه باقي الدول العربية، ''لسنا في مأمن عما يجري حولنا''، والاحتجاجات إذا لم يتم الاستجابة لها قد تتحول إلى ''إسقاطات سياسية''، مناديا بضرورة بعث وساطات بين المحتجين والسلطة لحل المشاكل، مشبها الفترة الحالية بتلك التي سبقت أحداث الخامس من أكتوبر 1988 ''لقد شهدنا في أكتوبر نفس الحرص من الشارع وبكثافة أكبر وأوسع''. وفيما يتعلق بتعديل الدستور، أوضح بلخادم أن النظام البرلماني ''هو الأقرب للصلاح''، لكن الجزائر لم تصل بعد إلى ما يؤهل المنتخبين لتنفيذ هذا النوع من الحكم، لذلك يجب أن يعدل الدستور وفق النظام الرئاسي، على الطريقة الأمريكية أولا -يوضح-، رافضا هنا الدعوة إلى حل البرلمان أو إلغائه، لأن حزبه يشكل الأغلبية . بلخادم يردّ على الثوار الليبيين: ''عليكم بالوضوء قبل ذكر اسم الجزائر'' عقّب الأمين العام للآفالان على تصريحات مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، والتي يتهم فيها الجزائر بإرسال مرتزقة لدعم كتائب العقيد القذافي، بالقول أنه ''على أعضاء المجلس الليبي أن يتوضؤوا قبل أن يتكلموا عن الجزائر''، وأكد بلخادم أن عبد الجليل ناقض نفسه باتهام الجزائر، بعدما نفاها شخصيا قبل أسبوعين، مضيفا في ذات السياق بأن من اتهموا الجزائر بنقل المرتزقة إلى ليبيا هم من استقووا بحلف الناتو على إخوانهم، والجزائر حاربت الحلف الأطلسي كما يؤكد ذلك التاريخ''.