رافع عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني من أجل إرساء معالم حكم رئاسي ضمن الإصلاحات المقبلة مع تعديل قوانين الانتخابات، الأحزاب والإعلام، مبرزا أن الحديث عن عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة موضوع سابق لأوانه “من يفكّر في اتهام الجزائر عليه أن يتوضّأ قبل ذكر اسمها” أما عن مستقبل التحالف الرئاسي فأورد أنه مرتبط ببرنامج الرئيس بوتفليقة، كما نفى بلخادم وجود أزمة سياسية بالجزائر وإن وقف في صف المؤيدين لتغيير الجهاز التنفيذي وبعض الوجوه الوزارية. جدّد أمس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الذي نزل ضيفا على حصة “حوار الساعة” التلفزيونية، قوله إن الجزائر لا تعيش أزمة سياسية، وأن الأمر يتعلق بأزمة “حكامة”، حسب تعبيره، في إشارة إلى سوء تنفيذ قرارات الرئيس، ما جعله يؤيد تغيير الجهاز التنفيذي و”ذهاب بعض الوجوه”، كما فسّر بلخادم الحراك السياسي والاجتماعي والعمالي الذي تعيشه الساحة الوطنية بما أسماه “أزمة الضغط، أو ضغط الطلب على العرض”. وعن وجهات نظر الحزب العتيد في الإصلاحات السياسية المرتقبة، قال بلخادم إنها بيد الرئيس بوتفليقة دون أن يكشف موعدها.وعن اتهام زعيمة حزب العمال لويزة حنون للأفالان والأرندي بممارستهما ضغوطا على الرئيس بوتفليقة للتراجع عن حركة الإصلاحات قال بلخادم ساخرا: “شكرا لحنون التي اعترفت بقدرتنا على فرض القرارات، لكننا لا نملك سلطة الضغط على الرئيس”. وفي ردّه عن اتهامات حمس برفض الأفالان ترقية التحالف إلى شراكة سياسية، قال بلخادم إن التحالف الرئاسي مبني على برنامج الرئيس بوتفليقة، موضحا أن حزبه يرفض الشراكة لما فيها من انحلال وذوبان حزبي، وأضاف أن أي حزب له الحرية في الانسحاب أو البقاء داخل التحالف الرئاسي. في سياق متّصل رافع بلخادم لإرساء نظام رئاسي على شاكلة دولة مثل البرازيل، وعبر عن قناعته الشخصية بأولية النظام البرلماني، بما يسمح بولاء المنتخب لحزبه السياسي. كما رافع بلخادم على ضرورة تعديل دستوري بحجة أن الدستور الأسبق لسنة 1996 دستور ظرفي أما الدستور الحالي فلا هو يؤسس لنظام برلماني ولا لنظام رئاسي حسب تصريح بلخادم. كما وقف بلخادم في صف المعارضين لحل البرلمان، مشيرا إلى أن أسباب حل البرلمان ليست متوفرة في الجزائر وهي حسبه: “إما أن تكون هناك أزمة سياسية حقيقية في البلاد تتطلّب حل البرلمان أو إذا وقع احتقان بين المؤسسات يؤدي إلى عرقلة مسار البلاد كما وقع في دول أخرى، أو أن يتغيّر الأفق السياسي بظهور أحزاب جديدة في البلاد”. وفي حديثه عن الحراك الذي يعرفه الشارع العربي بصفة عامة قال بلخادم: “العالم العربي يعيش زمن الرداءة السياسية”، وردا على الاتهامات المتكررة من طرف المعارضة الليبية للجزائر واتهامها بدعم نظام القذافي قال بلخادم: “من اتهم الجزائر (في إشارة إلى مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي)، نفى بنفسه قبل أسبوعين وجود جزائريين في صفوف المقاتليين الليبين”، مضيفا “من يتهم الجزائر بمثل هذه الافتراءات عليه أن يتوضأ أولا قبل أن يذكر اسمها على لسانه“. وفي سياق ذي صلة نفى بلخادم ترشّحه لمنصب في الجامعة العربية، قائلا: “مكاني هنا في بلدي، وليس في الجامعة العربية“، مضيفا “لا حاجة لنا بجامعة عربية قراراتها غير سيادية، ولا فائدة من تولي مناصب شكلية غير فاعلة”.