اتهم، مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية، نظيره الفرنسي ''ألان جوبي'' بخرق الأعراف الدبلوماسية إثر كشف صلب المحادثات الهاتفية التي جرت بينهما للصحافة، لا سيما ما تعلق منها باتهامات المجلس الوطني الليبي الانتقالي للجزائر، معتبرا أن هذه الادعاءات الباطلة، مجرد مناورات مبنية على أجندة أجنبية لا علاقة لها مع الأزمة الليبية وأقدم منها. وأوضح، مراد مدلسي، الذي حل ضيفا على أمواج الإذاعة الوطنية في حصة استثنائية، أن التطرق إلى موضوع الاتهامات التي تحاول المعارضة الليبية تلفيقها للجزائر جاء من باب الصدفة خلال الاتصال الذي أجراه بحر الأسبوع المنصرم مع رئيس الدبلوماسية الفرنسية، باعتبار أن صلب المحادثات الهاتفية التي جرت بينه وبين ألان جوبي دارت حول واقع وآفاق تطوير العلاقات الثنائية الجزائرية الفرنسية لاسيما في المجال الاقتصادي، فضلا عن برمجة جملة من الزيارات المتبادلة بين الطرفين خلال الأيام القادمة. أما على الصعيد الدولي، فتم تناول الوضع السائد في منطقة المغرب العربي، بما في ذلك الأزمة الليبية، أين تم التطرق إلى اتهامات مجلس الثوار الليبيين للجزائر بتقديم مساعدات لفائدة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث لم يأخذ هذا الجانب إطلاقا طابع مسائلة وإنما اقتصر في شكل مجرد تأكيد من قبل وزير الخارجية الفرنسي أن هذه المغالطات ما هي إلا مجرد ''إشاعات''. وأضاف مدلسي، أنه ليس من آداب الأعراف الدبلوماسية، أن يتم الكشف عن مضمون المحادثات الثنائية بين مسؤولين من بلدين مختلفين، إلا إذا اتفقا على تنظيم ندوة صحفية مشتركة، مؤكدا ''أنه ليس الشأن في هذا الحال''، باعتبار أن ''ألان جوبي'' قد سارع إلى إدلاء تصريحات للصحافة الفرنسية على حدا وبطريقة فردية، فور انتهاء المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الجزائري، وكان قد صوّر حينها المحادثات في صيغة مسائلة من الطرف الفرنسي للجزائر حول حقيقة معلومات متداولة في الآونة الأخيرة، تفيد بأن الزعيم الليبي معمر القذافي قد استلم مئات المركبات الحربية والمحمّلة بالأسلحة والذخيرة قادمة من الجزائر. من جهة أخرى، اعتبر ضيف الإذاعة الجزائرية، أن الاتهامات الزائفة التي تحاول المعارضة الليبية توجيهها للجزائر، بمثابة مناورات لأجندة أجنبية تحاول استغلال الأوضاع الليبية كذريعة لتحقيق أغراضها بعيدا عن الصالح العام للشعب الليبي، بدليل أن الجزائر لم تنزاح إلى أي طرف على حساب الآخر، وتلازال محتفظة بمواقفها الدبلوماسية إزاء الأحداث التي تعرفها دول المنطقة والقائمة على احترام سيادة الدول ووحدتهم مع رفض التدخل الأجنبي في المنطقة، فضلا عن احترام قرار صادر عن سيادة الشعب. مدلسي: فتح الحدود مع المغرب ليس مستبعدا نفى أمس، مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية، رفض الجزائر مقترح إعادة فتح الحدود البرية مع المغرب، مؤكدا أن العملية يجب أن تمر بعدة مراحل تمهد لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في عدة ميادين حيوية والتي يتم على أساس تقييمها التخطيط لإعادة فتح الحدود. ولم يستبعد وزير الخارجية الذي نزل ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة في حصة خاصة، احتمال إعادة فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب بعد أن تم غلقها بصورة رسمية سنة 1994 إلا أنه علق العملية على شرط إنجاح التعاون بين البلدين في مجالات حساسة وصفها بالحيوية، على غرار التربية والزراعة، إضافة إلى الطاقة وغيرها، والتي يتم على أساسها تقييم مدى تطور التعاون بين الجارتين قصد إعادة فتح حدودهما المشتركة، مشيرا في رده على سؤال متعلق بتحديد تاريخ معين لإعادة فتح الحدود البرية، إلى أنه لا يمكن في الوقت الراهن تحديد تاريخ للعملية ضمن الأجندة الجزائرية.