تواصل ليلة أول أمس، سماع الشهود في مقتل الأستاذ كرومي بمحكمة وهران إلى غاية منتصف الليل، إذ تم تأجيل سماع مجموعة كبيرة منهم إلى الأيام القادمة، فيما تحتم على قاضي التحقيق لدى محكمة الجنح بحي جمال الدين سماع المتهم الرئيسي الطالب السابق في جامعة التكوين المتواصل ''ب. م. ع'' على الساعة العاشرة تماما كونه موقوف في الحجز تحت النظر منذ الخميس الفارط ولا يمكن تأجيل سماعه، وقد نقل من أسفل القاعة إلى الطابق الأول غير مكشوف بعدما قام المتهم بإخفاء وجهه عن الأنظار وخاصة ممن بقي في المحكمة من الشهود في وقت متأخر من الليل ولم يرد كشف وجهه للعامة، إذ وضع على نفسه قبعة تابعة لمعطفه ومشى وهو ينظر إلى الأسفل إلى حين إدخاله إلى قاضي التحقيق، وقد سبق في ذلك قريبيه الوحيدين ابن الخال وشقيقه ممن كانوا على علاقة وطيدة معه، إذ بدأ قاضي التحقيق بسماعهم في بادئ الأمر وكشفا له عن كل ما يعرفانه عن المتهم وعلاقاته وتعاونا مع العدالة بصفة جيدة، خاصة أنهما شابان في مقتبل العمر ولهما أخلاق جد عالية ومكانة في المجتمع كون شقيقه شاب موظف بالقطاع الحضري بكانستيل. وقد ذكرا تفاصيل عن الأيام الأخيرة من حياة المتهم وخاصة ما تعلق بشذوذه الجنسي المتخفي وحقائق أخرى، أما المتهم فقد حاول إنكار الوقائع المنسوبة إليه إلا أنه اعترف بتواجده مع الأستاذ المقتول في تلك الأيام بمكتب الأمدياس الكائن بحي بلاطو إذ كان لهما موعدا خاصا لممارسة الأفعال المخلة بالحياء التي كانا يمارسانها مع بعضهما البعض منذ مدة نظرا إلى تقارب شذوذهما المزدوج وهو ما ساعد في تواصل هذه العلاقة إلا أن خلافا حدث حول علاقة الأستاذ بشخص آخر جعله يقوم بضربه على مستوى الرأس حتى سقط على مستوى حوض الاستحمام في المرحاض على رأسه وتركه بعد مناوشات خفيفة فقط -حسب قوله- ولم يكن يعلم بأنه ميت كما نفى أية علاقة له بغلق باب المكتب، وهو السر الذي بقي إلى حد الآن عن الأشخاص الذين قاموا بغلق المكتب، خاصة أن المفتاح عثر عليه لدى الأستاذ إضافة إلى لغز اختفاء السيارة التي لم يجدوا لها أي أثر، وفي الأخير قرر قاضي التحقيق إيداع المتهم الحبس المؤقت بتهمة القتل العمدي مع إبقاء ملف القضية مفتوحا إلى حين استكمال التحقيق. للإشارة، فإن وكيل الجمهورية العام شملال تنقل في وقت متأخر رفقة بعض مساعديه إلى المحكمة للوقوف على عملية التقديمة التي انتهى جزؤها الأول في وقت متأخر من الليل. والده الأستاذ الجامعي وخاله الناشط الحقوقي لم يحضرا للمحكمة ووالدته لم تعلم بارتكابه لجريمة قتل ولمعرفة تفاصيل عن حياة المتهم ''ب. م.ع'' تنقلت ''النهار'' إلى بيت عائلته، أين التقينا ببعض جيران الذين أكدوا بأن المتهم كان معروفا عليه الانزواء مع نفسه ولا يخالط الناس، حاولنا مع شقيقه الذي أكد لنا أن والدته لا تزال لم تعلم بأن ابنها متورط في جريمة قتل بل أخبروها بأن مصالح الأمن تحقق معه فقط ولم يستطيعوا إخبارها بحقيقة الأمر، مما جعل من الصعب زيارة العائلة للتحدث معها، خاصة أن الوالدة لم تعلم بالقضية بعد، أما باقي أفراد العائلة فقد صدموا وتفاجؤوا بهذا الأمر الذي لم يصدقوه بعد وهو من الخيال بالنسبة إليه وخاصة والده الأستاذ الجامعي بمعهد الاتصالات السلكية واللاسلكية بالسانيا ومعروف بانتمائه لعائلة ثرية ومشهورة بوهران بالعلم والجهاد وغيرها، إضافة إلى أمه المنحدرة من عائلة معروفة، هذا الأمر جعل والده لم يتحمل الصدمة ولم يحضر إلى محكمة وهران لتفادي الفضيحة، خاصة أنه معروف في الوسط الجامعي واكتفى بالسؤال عن تطورات الأمور عن بعد، كما أن خال المتهم أحد النشطاء في منظمة دولية لحقوق الإنسان وهو الآخر تحت الصدمة لم يستطع التنقل إلى محكمة وهران بل اكتفى بلقاء ابن أخته الثاني بالقرب من مقر المحكمة ليتحرى عن المستجدات، إضافة إلى كل الأقارب والجيران الذين لم يصدقوا الجريمة كون المتهم ذي أخلاق عالية ومعروف بانزوائه عن الناس. ابن خاله يروي أيام قلق المتهم بعد اقترافه الجريمة صرح قريبه ل''النهار'' بأن المتهم ''محمد'' كان على علاقة وطيدة به ولا يجالس أي أحد سواه، وفي الأيام الأخيرة لاحظ عليه نوعا من القلق والنرفزة لكنه لم يأبه لها، وقال ''كنت ألعب معه لعبة الدومينو ليتبين لي من بعد أنه كل الفترات التي كان يجلس معي وهو شارد الذهن يفكر في أمر مهم وكنت كل مرة أنبهه للعب''، وذكر قريبه أن المتهم لم يكن في أحسن أحواله في الأيام الأخيرة ولم يكشف عن الجرح الذي كان في يده أو ذقنه، وبهما تم كشف المتهم أنه كان وراء جريمة القتل، أما عن حياته فكانت بين مكان عمله في الشركة والبيت ولم يكشف عن شذوذه للعلن خوفا من فضيحة الأقارب، ورغم ذلك فقد صرح شقيقه وقريبه أن الآن لا يهمهما المتهم بقدر ما تهمهم الوالدة المريضة والتي يخافون عليها إذا سمعت بخبر اقترافه جريمة قتل.