أعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي غيرت تسميتها إلى ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، عن مبايعة أيمن الظواهري على رأس تنظيم القاعدة، خلفا لأسامة بن لادن، وقالت أنها تضع نفسها تحت إمرته ورهن إشارته. وجاءت مبايعة وتزكية الجماعة السلفية للظواهري، في تسجيل صوتي جديد أصدره التنظيم الإرهابي، حمل تاريخ العشرين من شهر جوان المنقضي، غير أن الذي تحدث فيه باسم الجماعة السلفية كان أحد قادة التنظيم وهو الإرهابي المكنى ''أبو عبيدة يوسف العنابي'' وليس أميره الوطني عبد المالك دروكدال. وقال ''الأمير أبو عبيدة العنابي'' الذي يشغل منصب عضو مجلس الشورى ورئيس هيئة الأعيان في الجماعة السلفية، في كلمته الصوتية، أنه يتحدث نيابة عن الجماعة السلفية ليقدم البيعة لتعيين الظواهري أميرا على تنظيم القاعدة، الأمر الذي طرح أكثر من سؤال حول عدم ظهور دروكدال وإعلان البيعة لخليفة بن لادن. كما تضمنت الرسالة الصوتية ل''أبو عبيدة العنابي'' موقف وقراءة الجماعة السلفية لبعض الأحداث الجارية في دول عربية، مركزا بشكل خاص على الوضع الراهن في ليبيا. وفي هذا الإطار، اعترف رئيس هيئة الأعيان في الجماعة السلفية بأنّ الحصار الذي يضربه الجيش الجزائري على منطقة الحدود مع ليبيا، حال دون تمكن عناصر التنظيم الإرهابي من اغتنام فرصة التدهور الأمني في ليبيا والتسلل منها وإليها. كما تطرق القيادي في الجماعة السلفية إلى التواجد العسكري الغربي في ليبيا، معتبرا في هذا الشأن أن ''هناك شكوك كبيرة حول دور مشبوه يلعبه حلف الناتو لفرض توجهات معينة على الليبيين''، داعيا إياهم في نفس الوقت إلى الاعتماد على النفس والاستعداد لأي مواجهة محتملة مع الحلف الأطلسي. وحذّر ''أبو عبيدة'' قوات الناتو من مغبة الإنزلاق في مواجهة مع الجماعة السلفية، موضحا أن هذه الأخيرة لا ترضى ولن ترضى ''بأي تواجد صليبي أو يهودي على أرضنا في أي شكل من الأشكال وتحت أي مبرر من المبررات''، قبل أن يضيف ''نحن على استعداد تام لرد عدوانهم وقتالهم''، حتى إخراجهم من المنطقة. كما دعا ''أبو عبيدة'' الشعب التونسي إلى إقامة إمارة إسلامية، معتبرا أن عدم القيام بذلك سيجعل من إنجازات الثورة التونسية منقوصة. وفيما يتعلق بالوضع في المغرب، فقد جدد ''أبو عبيدة'' نفي مسؤولية أو صلة الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتفجير أركانة في مراكش، مشيرا في نفس الوقت إلى نفي مماثل أطلقته جماعة السلفية الجهادية في المغرب، قبل أن يضيف بأن هناك احتمالات تفيد بتورط مسؤولين في النظام المغربي في التفجير لتحويل الأنظار والاهتمام عن الثورة الشعبية ضد النظام المغربي. ونال ملك المغرب محمد السادس حصة الأسد من انتقادات وشتائم ''أبو عبيدة''، الذي وصفه بالفاسق والماجن، حيث انتقد إطلاق لقب ''أمير المؤمنين'' على ملك المغرب، معتبرا أن محمد السادس لا يُستأمن حتى على قطيع من الغنم.