السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: أنا سيدة في التاسعة والعشرين من العمر متزوجة ولم أنجب بعد، لقد رزقني الله بالحمل في السنة الخامسة من زواجي، إلا أن ولادتي كانت مبكرة فمات الجنين. مشكلتي يا سيدة نور؛ إنني دائمة التفكير في الحمل، فأشعر بضيق الصدر جراء ذلك، وإذا سمعت أن فلانة حامل أرى نفسي ناقصة الأنوثة، لأني لم أفرح زوجي بمولود، كما أنّي أشعر بحسرة عندما ينفق علي زوجي لأنه أفرط جدا في مصاريف العلاج. سيدتي نور؛ إني خائفة من إعادة التجربة والحمل بالعلاج وأخاف أن يموت طفلي أو أجهض وعندها سيكره زوجي من هذا الوضع وقد يتركني، أرجو منك النصيحة وأرجو من إخواني القراء الدعاء لي. رزيقة/ الشلف الرد: عزيزتي؛ لقد ذكرت أنّك حملت في السنة الخامسة من زواجك، لكن الولادة المبكرة أدت إلى وفاة الطفل، ومعنى هذا أن فرصة الحمل عندك قائمة. وهذا شيء يدعو للفرح والتفاؤل، صحيح أن هناك صعوبات، ولكن إذا قارنت نفسك مع من لا تنجب ستجدين أن هناك فرقا كبيرا بينك وبينها وأنت أكثر حظا منها. عزيزتي؛ كثرة التفكير الذي لا ترجين منه فائدة قد يضر بك ويؤثر على نفسيتك، وقد يؤثر على الموضوع الأصلي في الإنجاب، فأنت لازلت شابة في مقتبل العمر والفرصة أمامك كبيرة جدا، والأمل بالله عظيم قائم فلما التشاؤم. عزيزتي؛ إن شدتك بالنسبة لغيرها تعد سهلة يسيرة اقرئي في القرآن الكريم قصة يونس ويوسف "عليهما السلام"، وما حدث لكل منهما من شدائد ومحن وكيف كان صبرهما وتوكلهما على الله، وكيف انقلبت أحوالهم من حال إلى حال، وهناك قصص كثيرة في زوال الضيق وحضور الفرج، فكلما رأيت امرأة حاملا أو لديها أطفال، اسألي الله من فضله، وادعي لها بالبركة وألحّي على الله بالدعاء وتوخي ساعات الإجابة وثقي بالله فإنّه قريب مجيب. أمّا كلفة علاجك وتحمل زوجك ذلك، فهو دلالة على طيب معدنه من جهة وحبه لك ووفائه من جهة أخرى، وحقه منك الشكر المتصل على كل خطوة يخطوها ودينار يدفعه، أشعريه أنّك تقدرين فعله ولن تنسيه له، ولينعكس ذلك في تعاملك معه واحترامك له والتفاني في سبيل راحته، وسوف يدرك بذلك أن معروفه وقع في مكانه، وأن البذرة التي وضعها بيده واجتهد في رعايتها وسقيها أصبحت تمثل شجرة باسقة ينعم بظلالها. أمّا مشاعر الخوف، فإنّك مؤمنة، تدركين أن الأمور كلها بيد الله، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع.فلتريحي ضميرك وليهنأ عيشك، أزال الله همك وأراح بالك ورزقك ذرية صالحة تقر بها عينك. ردت نور