قال صلى الله عليه وسلم: "يا أمّة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً" انتشرت الأمراض والأوباء في الأرض اليوم، بما لا يطيقه البشر، فما تلبث أكبر المخابر العالمية بمعداتها وأجهزتها وعلومها، إيجاد دواء لأحد الأمراض، حتى تنتشر أمراض أخرى تفتك بالإنسان، فمنها ما يتسبب فيه الإنسان مباشرة جراء المنكرات والخبائث، ومنها ما يأتي على شكل رسائل تحمله حيوانات قيّضها الله عز وجل لذلك، على غرار الأمراض التي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي تصيب الإنسان عن طريق الحيوانات، وكذا الآيات الأخرى من فساد الطبيعة والزلازل وظاهرتي الكسوف والخسوف. ظهرت أمور كثيرة في الطبيعة اليوم، لم تكن موجودة ولا معروفة عند السابقين، منها فساد الهواء، وخرق طبقة الأوزون وغير المناخ الذي ينذر بكوارث طبيعية قد تعيدنا إلى الوراء بآلاف السنين، من حرق للغابات وقتل للحيوانات، أليس الإنسان من لوث البحار بنفاياته وتجاربه الكيميائية والنووية، وأهلك البيئة البرية والبحرية، مما خلق كل هذه الأمور التي تعاني منها البشرية اليوم فقد قال الله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون". ومن الأمور التي تسبب الفساد في الأرض الظلم، كما قال تعالى: "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين"، وهو ما يحدث اليوم وواقع البشرية في كل البلاد لما يصيبها من كروب وأزمات مشتركة، فقد كثرت الزلازل والمحن ويشهد الناس في كل مرة خسوف وكسوف، رغم أن الني صلى الله عليه وسلم قد نسب ذلك إلى انتشار الذنوب، وأمر بالهرع إلى الصلاة بمجرد رؤيته، وقد ظهر مرة واحدة على عهد النبي، فيما نشاهده في زماننا هذا من سنة لأخرى أو أقل. وكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا الله" البخاري، وعن أبي بكرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يخوف بها عباده"، البخاري. ويفرح الناس في زماننا اليوم فرحا شديدا بكسوف الشمس أو خسوف القمر، ويهرعون إلى اقتناء النظارات، إلا قليلا منهم من يلبي نداء الإمام بالصلاة، حيث يعتبرها الناس ظاهرة نادرة خسر وخاب من فوت فرصة النظر إليها والتمتع بها، ولكن مع ذلك نتجه لمعرفة الأسباب الفلكية التي أدت إلى ذلك، لكننا لا نسأل عن الأسباب الشرعية، التي قال الله عنها في محكم تنزيله: "وما نرسل بالآيات إلا تخويفا" سورة الإسراء، كما قال عليه الصلاة والسلام في نهاية حديث الكسوف والخسوف، الذي رواه البخاري: "يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً"، البخاري، إذ لا شك أن هذه الأمور العظيمة التي تحدث في الأرض اليوم هي آيات من الله عز وجل لنا لينذرنا بهول الذنوب والمعاصي التي نقترفها، على غرار الزلازل وجنون البقر، مرض الطيور وفساد الفاكهة وغيرها من الأمور الأخرى. ومن أنواع الظلم التي يعيشها العالم الإسلامي اليومي تقتيل الأطفال بالعراق وأفغانستان، وتشريد العائلات تحت غطاء الشرعية الدولية، وما يحدث في ليبيا من تقتيل وتخريب بين أبناء الإسلام، يحصد أشواكه الأسر والأبرياء من سكان ليبيا، في الوقت الذي يتناحر فيه القادة وأصحاب المصالح بحجة انتزاع الحرية المزعومة، وكل ذلك من الفساد الذي اقترفته أيدي الناس في الأرض، مما يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض الخبيثة، زيادة على موت الفجأة الذي يعيشه أبناء الإسلام اليوم والذي أخبر به الصادق المصدوق قبل 14 قرن.