كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه وسلم، وقد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه فتوفي على أثرها، فترملت زوجته حفصة ولها عشرون سنة. وعرض عمر ابنته حفصة بعد ذلك على عثمان بن عفان، فقال له سأنظر في أمري، ثم اعتذر بعدم رغبته بالزواج في تلك الفترة، ثم عرضها على أبي بكر فصمت ولم يجبه بشيء، ثم خطبها منه رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- بعد ذلك فأنكحها إياه، وفي رواية: أن عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاه عثمان، فقال صلى الله عليه وسلم: "قدْ زوّج اللهُ عثْمانَ خيراً مِنْ ابنَتِكَ، وزَوّجَ ابنَتَكَ خيراً مِنْ عُثْمانَ". فقال عمر رضي الله عنه بعدها: فلقيني أبو بكر، فقال: لعلّك وَجَدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك، أما إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لقبلتها. وقد كانت حفصة رضي الله عنها صوامة قوامة، روت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حفظت نسخة القرآن الكريم عندها بعد وفاة عمر بن الخطاب، إلى أن طلبها منها عثمان بن عفان ليستنسخ عليها مصاحف، ثم أعادها إليها، وقد توفيت سنة 45 للهجرة وقيل في 41 هجرية في عهد معاوية رضي الله عنه.