قدرت وزارة الدفاع الوطني، عدد ضحايا العملية الانتحارية المزدوجة التي استهدفت نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال ليلة أول أمس، بثمانية عشر (18) شهيدا، من بينهم مدنيان، وجرح 20 آخرين غادروا المستشفى بعد أن تلقوا العلاج، في وقت ما يزال ستة آخرين تحت المراقبة الطبية، واحد منهم في حالة خطيرة. وأفادت مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني، في بيان تلقت ''النهار'' نسخة منه، أنّ نادي الضباط الخارجي للأكاديمية تعرض مساء الجمعة 26 أوت 2011، في حدود الساعة السابعة مساء وأربعين دقيقة ''40,19''، لجريمة إرهابية خلفت استشهاد 16 ضباط ومدنين وجرح 20 آخرين، وأضافت أن هذه الجريمة الإرهابية التي تعرض لها النادي الخاص بالضباط، ''تبين مرة أخرى أن المجموعات إرهابية المتبقية تحاول من وراء هذه العملية الدنيئة، تحقيق أهداف إعلامية لفك الحصار المضروب عليها، من طرف القوات الأمنية المشتركة التي حققت نتائج فعّالة ميدانيا، خاصة في الأسابيع الأخيرة''. وشددت وزارة الدفاع الوطني، على أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، تبقى مصممة على تخليص البلاد من ''هذه الشراذم المجرمة''، وبسط الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن. من جانب آخر؛ أفادت مصادر أمنية مسؤولة ل ''النهار''، أنه من بين الشهداء يوجد عسكريين اثنين من جنسية سورية، وعسكري من جنسية تونسية، في حين تقول المعطيات أنّ الرتب كانت لعسكريين برتبة عقيد، 7 لعسكريين برتبة رائد واثنان برتبة نقيب، في حين بلغ عدد الجرحى 34 آخرين منهم واحد من جنسية مالية وثلاثة مدنيين. انتحاري الحزام الناسف استغل الباب الخلفي للمطعم أفادت مصادر عليمة ل ''النهار''، أنّ الانتحاري الذي كان على متن الدراجة النارية، تخطى الحاجز المنصب أمام المطعم الخارجي للأكاديمية وتابع السير إلى أن دخل إلى ساحة المطعم، أين فجر نفسه وسط من هرعوا للاطلاع على ما حدث بعد التفجير الأول، بالمقابل قالت مصادر ''النهار'' أن الانتحاري الذي كان يحمل حزاما ناسفا استغل الباب الخلفي للمطعم ودخل منه إلى أن توسّط طاولات الإفطار، أين ردد تكبيرات ثم فجر نفسه. العثور على أشلاء انتحاري الدراجة النارية وصعوبة تحديد هوية الثاني تمكنت مصالح الأمن من جمع بعض أشلاء الانتحاري الذي كان على متن الدراجة النارية، كما تم العثور على هاتفه النقال، ويجري حاليا العمل على تحديد هويته بمركز الشرطة العليمة بشاطوناف، فيما لم تتمكن المصالح ذاتها من التوصل لأية أدلة عن الانتحاري الثاني الذي فجر نفسه بواسطة الحزام الناسف، حيث لم تعثر وإلى غاية ساعة متأخرة على أي جزء من أشلائه من أجل تحليله، على اعتبار أن كمية المتفجرات التي كانت في الحزام الناسف كانت كبيرة. إلغاء حفل ليلة القدر يجنب الأكاديمية الكارثة جنّب عدم إقامة احتفال بمناسبة ليلة القدر المباركة، الأكاديمية العسكرية كارثة، حيث لم تخصص الأكاديمية وعلى غير العادة احتفالا بالمناسبة، بعد أن كان من تقاليدها خلال السنوات السابقة، إذ تحضره كافة فعاليات المجتمع المدني وبعض عائلات الطلبة المقيمين بالأكاديمية، والعائلات الشرشالية التي تشارك الطلبة إحياء هذه الليلة المباركة. رصد دراجة نارية مشبوهة الخميس الفارط دون اتخاذ احترازات أمنية..! أفادت مصادر موثوقة ل ''النهار''، أن مصالح الأمن، رصدت الخميس الماضي دراجة نارية مشبوهة تحوم بأرجاء الأكاديمية، حيث تم الإبلاغ عنها، دون أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للاحتياط من أي اعتداء غادر لهذا الصرح العسكري، وبحسب المعلومات المتوفرة لدى ''النهار''، فإن مصالح الأمن سجلت تهديدا للمنطقة، بعد أن تم رصد تحركات إرهابية بأعالي شرشال، وهي العناصر التي يرجح أن الانتحاريين اللذين نفذا العملية كانا ضمنهما. توقيف 13 مشتبها فيهم من ضمنهم ممون الأكاديمية بالياغورت وفي سياق التحقيق الذي باشرته مصالح الأمن المختصة في العملية الانتحارية، تقول المعلومات المتوفرة لدى ''النهار'' أن مصالح الأمن، ستستعين بكاميرات المراقبة المنصبة على مداخل ومخارج الأكاديمية وكذا الطرق المؤدية إليها، من أجل التوصل إلى حقيقة ما حدث بالتفصيل، حيث وفي هذا الشأن، وبالاعتماد على التحقيق الأولي، تم توقيف 13 مشتبها فيهم رصدتهم كاميرات المراقبة، وتمت مباشرة التحقيقات معهم، من بينهم ممون الأكاديمية بالياغورت، حيث تقول المعطيات الأولية أن عملية نقل العنصرين الانتحاريين كانت بمساعدة الموقوفين وبالتنسيق معهم، كمعطيات أولية في انتظار ما ستسفر عنه باقي التحريات، كما تشير المعلومات المتوفرة إلى أن الانتحاريين يرجح أن يكون عنصرين من عناصر حماة الدعوة السلفية التي يمتد نشاطها عبر محور المدية، البليدة وصولا إلى تيبازة. الفريق قايد صالح يعاين مسرح الجريمة ويقف على حجم الخسائر تنقل أمس الفريق قايد صالح، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة، رفقة الجنرال معمري، أين وقف على مسرح الجريمة وعاين الخسائر الناجمة عن العملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت ضباط الجيش الوطني الشعبي، ساعة الإفطار في الشهر الفضيل ليلة القدر المباركة، كما تحدث الفريق إلى مسؤولي الأكاديمية وطالب ببعض المعطيات عن الضحايا وظروف العملية الإرهابية.