فاجئ رئيس المجلس العسكري للعاصمة الليبية طرابلس عبد الحكيم بلحاج كل الأوساط التي كانت تعتقد بأن الرجل لا يزال على عقيدته الجهادية وقال في حوار مطول خص به القناة الفرنسية "فرانس24" بث صباح الخميس أن لا علاقة له مع تنظيم "القاعدة" كما روجت وسائل الإعلام الفرنسية ولأول مرة أثنى على فرنسا بوضوح على دورها وموقفها التاريخي في الأزمة الليبية. وذكر عبد الحكيم بلحاج في هذا الحوار أنه فعلا ذهب إلى أفغانستان أواخر سنة 1988 لكن من أجل القتال ضد الاحتلال السوفاتي نافيا وجود أي صلة له مع تنظيم "القاعدة" وقال أن مشاركته في الجبهة العسكرية كان لقناعة شخصية. وقال بلحاج الذي يقود حاليا المجلس العسكري للثوار بطرابلس "بدأت حملة ضد الإسلاميين وكل معارض في ليبيا عام 1988، اضطررنا إثرها للخروج من البلاد. وقد سافرت إلى السعودية ثم إلى أفغانستان استجابة لواجب نصرة إخواننا هنالك حيث شاركت في مجال الإغاثة وفي العمل العسكري إلى جانب المجاهدين الأفغان..." وأضاف "بعد تشكيل تنظيم القاعدة دعينا للانضمام إلى صفوفه لكنني رفضت الدعوة لأننا كنا على خلاف مع توجهاتهم". وعن سؤال عن علاقته بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإ‘سلامي" الذي يتزعمه أبو مصعب عبد الودود قال بلحاج أنه تلقى رسالة للإنضمام إلى هذا التنظيم لكنه رفض وقال أنه يرفض أن يكون في نفس ساحة هذا التنظيم وقال أنه "لا أشاطره القناعة لا من الناحية الشرعية ولا حتى من الناحية الواقعية". وكان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أصدر بيان قبل اسبوع أثنى فيه على دور الثوار في ليبيا بزعامة عبد الحكيم بلحاج ودعا الجهاديين في ليبيا إلى الدفاع عن بلحاج إلى حد الموت من أجله لحماية لكن رد هذا الأخير يكشف أن رهان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لم يكن إلا محاولة يائسة لاستقطاب الناشطين الليبيين الذين لم يعد لهم أدنى إهتمام بهذا التنظيم الإرهابي بعد سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي. وجاءت توضيحات عبد الحكيم بلحاج ساعات فقط بعد كلمة صوتية لسيف الإسلام القذافي وصف فيها الحلف الأطلسي بالأغبياء وقال أن بلحاج إرهابي سلم للسلطات الليبية خلال فترة حكم معمر القذافي وقال أنه شخص خطيرة على الأمن. أما عن فكرة بناء دولة إسلامية في ليبيا فقال عبد الحكيم بلحاج إنه "يتطلع لبناء دولة الحرية والمساواة والعدالة يكون فيها الاختيار سلمي لكافة مكونات الأطياف السياسية في البلاد". وشكر عبد الحكيم بلحاج فرنسا على"موقفها التاريخي" في التدخل العسكري في ليبيا بمشاركة الحلف الأطلسي وبعض الدول العربية.