تكشف وثيقة سرية للمخابرات الأمريكية نشرها، أمس، موقع ''ويكيليكس'' عن فضائح القناة القطرية ''الجزيرة''، من خلال تبيان وجود علاقة بين مسؤول كبير في القناة مقرّب من مديرها العام وضاح خنفر، وبين مسؤول في المخابرات الأمريكية. كما تتضمن الوثيقة السرية اعترافا صريحا من المسؤول في ''الجزيرة'' بأن الكثير من الصحافيين في القناة يعارضون إطلاق كلمة ''شهيد'' على الفلسطينيين ضحايا العمليات الإسرائيليةغير أنه -يضيف نفس المسؤول حسب البرقية- ''ينبغي القيام بذلك لكسب التعاطف والحصول على الشعبية لا غير''. ولخّصت البرقية الأمريكية التي حملت تاريخ 26 أكتوبر 2005، لقاءً دار بين جعفر عباس أحمد، وهو صحافي سوداني يشغل منصبا كبيرا في قناة الجزيرة، حيث يعتبر المسؤول الأول عن ضمان الجودة والإحترافية في القناة، وبين عميل للمخابرات الأمريكية لم يذكر اسمه، واكتفت البرقية بالإشارة إليه باستعمال حرف ''سي'' باللاتينية. وكان من بين ما تضمنته الوثيقة السرية ما قاله جعفر عباس من أن كثيرا من صحافيي القناة القطرية غير مقتنعين باستعمال مصطلح ''شهيد'' عندما يتم الحديث في الأخبار المقدمة عن القتلى الفلسطينيين الذين يسقطون برصاص الجيش الإسرائيلي، غير أن نفس المسؤول في الجزيرة علّل لمحدثه من المخابرات الأمريكية ذلك السلوك بالقول أن الجزيرة تعتمد على مبدإ براغماتي، من خلال بث برامج وأخبار على طريقة ''ما يريده المشاهدون''، وهو نفس الأمر بالنسبة إلى مشاهد القتل والدم عندما يتعلق الأمر بضحايا العدوان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، لكسب المزيد من الشعبية والإنتشار في أوساط المشاهد العربي. حديث المسؤول في القناة الفضائية القطرية لعميل المخابرات الأمريكية تضمّن أيضا بعض الأسرار الحبيسة في أروقة ''الجزيرة''، حيث كشف عن وجود خلافات كبيرة بين صحافيي القناة، لدرجة أن بعضهم لا يرد السلام أو التحية على الآخر، بسبب تباين في وجهات النظر، وبسبب ما اصطلح عليه باسم ''صراع بين الجيل القديم والجيل الجديد''. غير أن نفس المصدر قال أن مدير عام القناة القطري وضاح خنفر، يعتبر بمثابة مصدر قوته، مضيفا أنه يقف وراءه ويدعمه في مساعيه لتطوير أداء الصحافيين والقناة وفق الشكل الذي يرغب فيه. وقال مسؤول ''الجزيرة'' حسب البرقية السرية دائما، أن بعض صحافيي القناة أصبحوا يرون في أنفسهم نجوما ومشاهير لا يجب انتقادهم، قبل أن يكشف عن وجود تعاون بين ''الجزيرة'' من جهة وقناتي ''سي آن آن'' الأمريكية و''بي بي سي'' البريطانية للتنسيق في تغطية الأخبار عندما يتعلق الأمر بالأحداث الكبرى والهامة، ليتم بعد ذلك مقارنة العمل المقدّم في القناة القطرية بنظيره على القناتين البريطانية والأمريكية لتدارك الأخطاء.