دعا أئمة وخطباء المساجد في صلاة الجمعة، أمس، الشباب الجزائري إلى التعقل ونبذ الفتنة، والإعتبار بما يحدث من تناحر وفوضى في معظم الدول العربية الأخرى، ذلك أن نعمة الأمن من أعظم النعم التي منّ الله بها على عباده، ولا يمكن أن يشعر بها إلا من فقدها، كما ذهب آخرون إلى توعية المسؤولين وأصحاب المناصب، وحثهم على ضرورة حفظ الحقوق وتأدية الأمانات إلى أصحابها، لأن حفظ الأمانة أساس العدل، والقيام على شؤون الناس من أعظم الأمانات على الإطلاق. وحث إمام مسجد بوسعادة بولاية المسيلة المصلين والشباب على وجه الخصوص على الثبات وعدم الإنسياق وراء أبواق الفتنة الداعية إلى خراب البلاد وهلاك العباد، مؤكدا أن لا خير في هذه الثورات المزعومة التي لا يزال يحصد أشواكها كل من زعموا أنهم نالوا الحرية بالدول العربية المجاورة، حيث أطلق على يوم 17 سبتمبر بيوم الفتنة، لما يروّج له عبر مواقع التواصل الإجتماعي، متناسين الظروف المأساوية التي أنعم الله عليهم بزوالها وإحلال مكانها نعمة الأمن. وحذّر من جهته إمام مسجد حي ''كحركات'' بسوق الحجر وسط مدينة ورڤلة الذي يقصده المئات من المصلين، في خطبة الجمعة، على عدم الإنسياق وراء الإشاعات المغرضة التي تنشر عبر الفايسبوك، داعيا المصلّين وجموع المواطنين، إلى عدم الرضوخ لنداءات الفتنة، داعيا إلى ضرورة تفويت الفرصة على أعداء البلاد في الداخل والخارج. أئمة الجنوب يدعون إلى شكر نعمة الأمن والمحافظة عليها وتطرق إمام مسجد ''سيدي بوعافو'' بحي القصر بورڤلة إلى نفس الموضوع، من خلال دحض ادعاءات رؤوس الفتنة عبر الشبكة العنكبوتية، مشيرا إلى أن الجزائر يتربص بها الكثيرون ويحسدونها على نعمة الإستقرار والراحة الأمنية التي بلغتها، خاصة في هذه المرحلة، بحيث يحبذون عودة التناحر والإقتتال بين أبنائها ولو فكر الشباب قليلا، وأجاب على سؤال ''لماذا يحدث هذا فقط في الدول الإسلامية؟'' لنعرف من يقف وراء هذه الحملات المغرضة والهدف من ورائها. وركز بعض الأئمة بمساجد ولاية الوادي على تعبئة الشباب وحملهم على حماية وطنهم بدل السعي إلى خرابهم استجابة لأهواء أطراف لا تخدم سوى مصالحها ولا يهمها بعد ذلك ما الذي سينجر وراء هذه الحملات المغرضة، ودعوا إلى مقاطعة هذه الأبواق التي ستجد نفسها وحيدة مدحورة اليوم بعدم الخروج في ما يسمى بمظاهرات 17 سبتمبر التي تنادي بالتغيير، لأنّ التغيير إلى الأفضل لا يملى ولا ينصح به من الدول الكافرة، وإنما قال تعالى في محكم تنزيله، ''ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم''، وهو الهدف الأسمى لهذه الأطراف من وراء كل ما يحدث في الأمة العربية والإسلامية. أئمة مساجد باتنة يدعون إلى الإتحاد ونبذ كل سبل التفرقة ودعا أئمة مساجد ولاية باتنة من جهتهم خلال خطبة أمس المواطنين، إلى الإتحاد والتكاتف ورص الصفوف وغلق أبواب التفرقة ونشر الأحقاد والضغائن بين أبناء المجتمع الواحد، خاصة ونحن في زمن سادته الفتن، حيث شرح الإمام قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي صور للصحابة هذا الزمان وما يحدث فيه من فتن، كتضييع الأمانة وذهاب الصدق وغيرها من الأمور التي ينبغي على المرء أن ينأى عنها ويطهر يده ولسانه منها. كما حث إمام مسجد القدس بحيدرة المسؤولين على ضرورة الحرص على تأدية الأمانات وعدم تضييعها، معتبرا الولاية أو المسؤولية من أعظم الأمانات التي يمكن أن يكلف بها العبد في هذه الدنيا، حيث قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري، حين طالبه بتوليته على مصر من الأمصار، أن الإمارة مسؤولية عظيمة في هذه الدنيا لمن كلف بها، وسوف تكون خزيا وندامة لمن لم يؤد حقها يوم القيامة. أئمة مساجد وهران يحسّسون المصلين بما يخطّط له أعداء الجزائر من الخارج ركز خطباء الجمعة بمساجد ولاية وهران على ضرورة الحفاظ على الوطن واستقراره، والدفاع عن مقوماته بكل الوسائل المتاحة، لمنع أعداء الجزائر والأمة الإسلامية من تنفيذ مخططاتها التي اتفقت عليها في ملتقيات سرية، وخاصة المخطط الصهيوني الدال على ذلك في علم دولة إسرائيل بالخطين الأزرقين؛ أي السيطرة على أراضي الدول العربية من دجلة إلى الفرات، بالإحتلال أو بحكومات موالية لهم. وأكد الأئمة على حق كل مواطن جزائري في الإدلاء برأيه مع ممثليه في الدولة، عن طريق الحوار وبأي أسلوب، ما عدا أساليب الفوضى والتخريب التي تعود بالدمار على الممتلكات العمومية والخاصة، وذهبوا إلى التذكير بما عاشته الجزائر من الويلات في زمن الإرهاب، حين تخلى عنها الكل وبقيت تكافح لوحدها مع أبنائها لإثبات وجودها وإعادة استقرارها، قبل أن يظهر هؤلاء اليوم ليحاولوا استغلال كفاح الشعب لخدمة مصالح شخصية، داعين إلى مقاطعة هذه الأصوات وإنكارها على ما تحمل نفسها عليها. أئمة تلمسان في خطب الجمعة ينادون ''...ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها'' أجمع أئمة مساجد ولاية تلمسان، من خلال خطب الجمعة على ضلال من يدعو للخروج في هذه المظاهرات، وقالوا بضرورة مهاجمة مخططاتهم الصهيونية الرامية إلى تشتيت العالم العربي الإسلامي، الذي أضحى يهدد قيام الدولة اليهودية، كما أكد بعض الأئمة أن الذين يحاولون جعل يوم 17 سبتمبر2011 كيوم للغضب ضد الحكومة فهم من جهة أخرى يحتفلون بمجزرة صبرة وشتيلا، التي أباد فيها اليهود أكثر من 5000 فلسطيني.