قال مفتي التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذي يطلق على نفسه تسمية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، المدعو أبو الحسن رشيد المعروف باسم رشيد حلوية، الذي كتب ورقات جمعها في كتيّب صغير أجاب فيه عن تساؤلات داخلية بين عناصر التنظيم الإرهابي نتجت عن هذه العمليات، ولم يجد مفتي هذا التنظيم في هذا الكتيب، إلاّ أن يتنصّل من الإجابة المباشرة قائلا بأنّ الجماعات السلفية لم تبتدع شيئا، وإنّما هي تابعة لجماعات جهادية سلفية، سبقتها إلى الميدان وتبنّت هذه العمليات في إشارة إلى تبنّي تنظيم القاعدة مثل هذا النوع من العمل المسلّح، حيث قال: ''ما أوّد الإشارة إليه قبل ولوج الموضوع هو أن يعلم القارئ الكريم أنّ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ليس أول من فتح باب العمليات الاستشهادية واعتمدها كأسلوب قتالي، بحيث يطالب بتأصيلها، لكن له سلف فيمن سبقه من جماعات الجهاد.. وتأصيلاتهم منشورة والحمد لله في المواقع الإسلامية''، وقال بناء على هذا أنّ الجماعة السلفية ليست مطالبة بتأصيل هذا النوع من العمليات، وإنّما الجماعات السلفية المعروفة هي المطالبة بتأصيل هذا العمل، في رد شابه الشك في ما تقوم به العناصر الإرهابية من عمليات ضد الجزائريين الذين أفتى علماء السلفية بمختلف مشاربهم، أنها غير جائزة، لأنها تستهدف المسلمين المحرمة دماؤهم. بعضهم متشبع بأفكار متطرفة وأغلبهم ينتحر هروبا من جحيم الجبل : هكذا يجند دروكدال الانتحاريين أفاد عدد من التائبين المطلعين على ظروف تجنيد الانتحاريين، الذين يتم اختيارهم لتنفيذ عمليات انتحارية، أنّه لا يمكن الحديث عن العناصر المجندة للقيام بمثل هذه العمليات، بمنأى على قضية الفكر والقناعات التي يتم تسميم أفكار هذه الفئة من العناصر بها، حيث يتم إثبات الشهادة للمرشحين لتنفيذها. وقال تائبون اتصلت بهم ''النهار''، للتعمق في ظاهرة الانتحاريين الذين أضحوا يقتلون المسلمين بدعوى الدين، أن القضية كلها تتمحور حول فكر وقناعة، يتكفل بترسيخها المفتون، حيث أشار ''ع'' أنّ أبو الحسن الرشيد واسمه الحقيقي رشيد حلوية، مفتي الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تكفل بنسخ عديد المطويات التي يفتي فيها بجواز القيام بعمليات انتحارية في الجزائر، هذه الأخيرة يتم توزيعها على فئة معينة من العناصر الإرهابية، يتم اختيارها بناء على نسبة التحمس للعمل الإرهابي، ونسبة القناعة بأن ما سيتم القيام به هو عملية ''استشهادية'' لا انتحارية، صاحبها من أصحاب الجنة، ''وبما أن كل من التحق بالتنظيم الإرهابي يكون أقرب الناس للموت يقول ع- فإنّه يعتبر أن الموت بالعملية الانتحارية أريح له من انتظار الموت التي تطارده''، فضلا عن وجود آخرين يهربون من الفتن والمشاكل اليومية التي تحدث في الجبل بين العناصر الإرهابية، فيختارون الطريق الأسهل إلى الموت''، وتساءل من تحدثت إليهم ''النهار''، عن اختيار التنظيم الإرهابي فقط للفئات التي يتم تجنيدها حديثا والقصر منهم، الذين يلتحقون بالجبل، بعد أن يتم توريطهم في قضايا دعم وإسناد، تتابعهم إثرها مصالح الأمن، فلا يكون أمامهم سوى طريق واحد هو الالتحاق بالعمل المسلح، فيلتحقون بحماس قوي ويعتبرون ما يقومون به ضرورة لا مناص منها، فيستغلون كفئران التجارب في العمليات الانتحارية، لأنه لا حاجة للتنظيم لهم، ولفت التائب ''ع'' إلى أن التنظيم الإرهابي حاليا يعمل على ضم كل عنصر يرغب في الالتحاق به ومساعدته على التجند في ظرف وجيز، لما لحاجة التنظيم الإرهابي لهذه العناصر، بالنظر إلى الشح في الالتحاق، فضلا على التشديد الأمني الذي جفّف كل المنابع وفكك كل شبكات التجنيد والإسناد. بناء على فتاوى لعلماء السلفية : لهذه الأسباب تتبرأ جماعة حماة الدعوة السلفية من العمليات الانتحارية حددت جماعة حماة الدعوة السلفية، المنشقة عن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، عددا من الأسباب التي جعلتها تتبرأ من العمليات الانتحارية، في بيان سابق أطلقت عليه ''تبرؤ جماعة حماة الدعوة السلفية، من التفجيرات التي تصيب الشعب المسلم على أرض الجزائر''، وبَيَّنَت في هذا البيان أن التفجيرات التي تقع في الأماكن العمومية وتنسب إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، فيها تَعَدٍّ ظاهر على دماء المسلمين المعصومة وعبث واضح بأرواحهم ونفوسهم التي حرّم الله قتلها، وبيّنت ''أنّ هذه التفجيرات المستعملة الآن في الأماكن العمومية هي التي كانت تقوم بها الجماعة الإسلامية المسلحة في بداية زيغها وضلالها في عهد زيتوني، ولم تكن معروفة من قبل عند السلفيين الموحدين المعظمين لحرمة دماء المسلمين وقاعدة الشريعة، أن ما عُلمت مفسدته الراجحة، فينبغي تركه وإن كان في الأصل مشروعا، والعاقل يتقي ما يغلب على ظنه أنه يفضي إلى فساد وضرر على دينه وجهاده، فكيف وهو يوقن بإفضاء هذه التفجيرات إلى ذلك المآل، بعد الذي وقع أيام الجماعة الإسلامية المسلحة الضالة، فلا يفعل ذلك إلا سفيه مفرط في السفاهة''. وجاء في بيان ''حماة السلفية''، إنّ هذه العمليات الانتحارية من حيث الطريقة والوسيلة المتَّبَعة من النوازل، والمسائل المحدثة، حيث ذهب علماء السلفية، إلى أنّ هذه الأعمال هي عمليات انتحارية سواء كانت في فلسطين أو في العراق أو غيرها من الأماكن، فهي محرّمة لذاتها لا لمكانها، حيث قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله مجيبا عن حكم من يُلَغّم نفسه لِيَقْتُلَ بذلك مجموعة من اليهود، بالقول:''قد نبهنا غير مرة أن هذا لا يصح، لأنّه قتل للنفس، والله يقول:''وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ''،، والنبي يقول: ''من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة''، وقال أنّه إذا شَرَعَ الجهاد جاهد مع المسلمين، فإن قُتل فالحمد لله، أما أنه يَقْتُلُ نَفْسَه يضع اللّغم في نفسه حتى يُقتل معهم غلط لا يجوز، أو يطعن نفسه معهم، ولكن يجاهد إذا شُرع الجهاد مع المسلمين، أما عمل أبناء فلسطين فهذا غلط، لا يصلح، إنما الواجب عليهم الدعوة إلى الله والتعليم والإرشاد والنصيحة من دون العمل''. من جهته قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ''إن ما يفعله بعض الناس من الانتحار، بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله، ومن قتل نفسه فهو خالد مخلّد في نار جهنم أبد الآبدين كما جاء في الحديث''.