كشفت مصادر أمنية على صلة بملف مكافحة الإرهاب عن تعيينات جديدة في أعلى هرم التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أو ما أصبح يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أجراها مؤخرا أمير التنظيم عبد المالك درودكال منها تعيين المدعو أبو حيان على رأس اللجنة الشرعية خلفا لمفتي الجماعة زراني رشيد الذي سلم نفسه وتعيين مبارك زايد على رأس مجلس الأعيان في محاولة للبحث عن مخرج من المأزق الذي يوجد فيه التنظيم في الأشهر الأخيرة بفعل الحصار المضروب عليه من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي وما يتلقاه من ضربات موجعة. حسب معلومات استخباراتية فإن عبد المالك درودكال عقد اجتماعا بداية شهر أكتوبر الفارط في معاقله بجبال بوناب جمع من خلاله أمراء أهم السرايا والكتائب إلى جانب القيادة العليا للتنظيم ممثلة في اللجنة الشرعية واللجنة المالية ومجلس الأعيان في محاولة لإعادة ترتيب البيت والبحث عن مخرج لمواجهة الحصار المضروب على التنظيم منذ عدة أسابيع من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي وإحباط مصالح الأمن لأغلب العمليات التي حاول الإرهابيون تنفيذها في الفترة الأخيرة والتي كان مآلها الفشل الذريع، وبحثا عن حل لحالة الإحباط واليأس التي تخيم على عناصر التنظيم الإرهابي ولقطع الطريق أمام من يفكرون في تسليم أنفسهم للسلطات الأمنية خاصة المجندين الجدد لجأ درودكال إلى الاجتماع الآنف الذكر والإعلان عن بعض القرارات في محاولة لذر الرماد في العيون وتعليق فشل إستراتيجيته الإرهابية على شغور بعض المناصب. ومن بين التعيينات التي قررها درودكال في الاجتماع الأخير تعيين رئيس للجنة الشرعية أي مفتي للتنظيم حيث تشير المعلومات التي تحصلت عليها مصالح الأمن إلى أن المدعو "أبو حيان" هو من تولى المنصب والبحث جار لتحديد هوية هذا الأخير والذي استخلف زراني رشيد المدعو أبو الحسن المفتي السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي سلم نفسه إلى مصالح الأمن قبل شهرين، كما قرر درودكال تعيين مبارك زايد في منصب رئيس مجلس الأعيان وهو المنصب الذي كان يشغله عبد المالك درودكال قبل أن يتولى إمارة التنظيم وظل المنصب شاغر منذ ذلك التاريخ، كما تم تعيين مسؤول جديد للمالية وهو المنصب الذي كان يشغله عبد الحميد سعداوي المدعو يحيى أبو الهيثم أمير كتيبة الأنصار سابقا والذي تم القضاء عليه في حاجز أمني تابع للدرك بتيزي وزو، ولم تتوصل مصالح الأمن إلى تحديد هوية هذا الأخير. كما يذهب المصدر نفسه إلى أن أمير التنظيم الإرهابي قد وجه انتقادات لاذعة لأمراء السرايا والكتائب وحاول تحميلها مسؤولية فشل العمليات الأخيرة، مهددا بإجراء حركة تغيير في قياداتها خلال الأسابيع المقبلة إذا استمرت الأوضاع على حالها، ومعلوم أن الوضع الأمني عرف استقرارا وهدوء في الفترة الأخيرة حسب المتتبعين للشأن الأمني بعدما نجحت مصالح الأمن في تفكيك العديد من الخلايا النائمة وجماعات الدعم والإسناد، كما سمح العمل الاستخباراتي بالكشف عن العديد من المخططات الإرهابية وإحباطها.