فوجئ الممثل المصري، الشاب فتحي عبد الوهاب، أثناء تصوير آخر مشاهده في فيلم "كباريه" بوجود "مغسل موتى" حقيقي في مكان التصوير، وقد اصطحب معه كل أدواته التي يستخدمها في تغسيل الموتى، حيث قام بتغسيله بالفعل، بشكل قريب من الحقيقة، بعد أن فاجأ المخرج الممثل بالمشهد. فتحي أصابته حالة من الذهول بسبب التصوير الواقعي الذي تعرض له؛ إذ كان من المفترض الاستعانة بممثل غير معروف "دوبلير" لأداء المشهد، لكن المخرج سامح عبد العزيز، أصر على خروج المشهد بشكل طبيعي، وعدم معرفة فتحي بما يحضر له حتي يستطيع تنفيذ فكرته. سامح عبد العزيز "المخرج" قام بتصوير المشهد وسط هدوء شديد في مكان التصوير الذي انسحب منه بعض العاملين في الفيلم، وعلى رأسهم مدير التصوير جلال الذكي الذي قام بتثبيت الكاميرا لتصوير المشهد، لكنه لم يستطع أن يضع عينيه في الviewer الخاص بالكاميرا بسبب رهبته من الموقف، مفضلا أن يتابعه من خلال الشاشة الخاصة بالمخرج؛ بينما سيطرت أحاسيس غريبة على الممثل الشاب الذي ظل ساكنا لفترة طويلة بسبب ارتباط تلك اللحظة التي عاشها بالموت. فور انتهاء المشهد انصرف أفراد فريق العمل من مكان التصوير "البلاتوه" بهدوء، وهم شاردو الذهن؛ لأن هذا الموقف يتم تصويره للمرة الأولى بهذا الشكل. وكان فتحي عبد الوهاب قد طلب من المخرج قبل بدء تصوير الفيلم تأجيل تصوير هذا المشهد ليكون آخر مشهد يتم تصويره؛ إذ يؤدي فيه لحظات تحضيره من قبل أصدقائه للقيام بعملية إرهابية تستهدف تفجير "الكباريه" باعتباره مكانا للفسق والفجور. في المشهد تقوم الجماعة التي ينتسب إليها بتغسيله قبل أن يلاقي ربه في الانفجار؛ إذ يؤدي فتحي شخصية شاب متشدد يحاول تنفيذ مخطط إرهابي لتفجير الملهى باعتباره مكانا لحدوث المحرمات، لكن يفاجأ أثناء التنفيذ بأحد العاملين في الملهى وهو يصلي في المكان، فيدير معه حوارا يكتشف فيه أن معظم العاملين بالمكان لا يجدون عملا آخر، لذلك يغير وجهة نظره، ويبدأ التفكير في إيجاد أعمال شريفة لهم.