المخرج محمد حازرلي كثيرا ما يتعرض مخرجو الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية عموما إلى مواقف طريفة مثيرة للتعجب والضحك، يستغنون عنها بعد ذلك باستعمال مقص المونتاج، ولكن اغلبها لا يمكن حذفه من الذاكرة بسهولة، وفي ظل غياب استعمال المخرجين الجزائريين لتقنية "مايكينغ أوف" ارتأت "الشروق" أن تنقل أطرف الكواليس في ابرز المسلسلات والأفلام. * المخرج محمد حازورلي: * "لا يكاد يخلو أي عمل قمت به من مشاهد طريفة، ويستذكرني كثيرا فيلم "حيزية" حينما كنا نصور المشهد الذي يمتطي فيه الممثل حسان بن زيراي الحصان، وكان غير محضر لهذا المشهد، ومن الصدف أن الحصان الذي امتطاه كان من أصعب الأحصنة التي جلبناها، وقد طلبت منه ألا نصور المشهد حتى يعتاد عليه الحصان، لأنه من مصداقية الصورة أن تكون الشخصية التي تؤدي دور أمير القبيلة قوية، إلا أنه أصر على رأيه وركب الحصان وهو يرتدي البرنوس، وبمجرد أن امتطاه أطلق الحصان العنان لنفسه واتجه صوب الواحة، وفجأة نسمع صراخ حسان وهو يقول بأعلى صوته "حما شوفني هاو الحصان طار بيا"، فاتجهت مباشرة إلى الواحة ووجدت حسان معلقا في أعلى النخلة. * ودائما في نفس الفيلم الذي صورناه ببسكرة، وبالضبط في المشهد الذي صورنا فيه الممثل فاروق طوالبية الذي أدى دور "سعدي"، عندما شارك في سباق الخيل، وكانت حيزية من بين المشجعين، وكان لا بد في ذلك المشهد أن يسقط، وكانت سقطته حقيقية حيث اضطررنا إلى نلقه إلى المستشفى على جناح السرعة، وقمنا بتوقيف التصوير لأيام، وهذا كله بسبب عدم وجود فكرة "الممثل البديل" في السينما والدراما الجزائرية. * وفي نفس العمل، وبينما كنا نصور أحد المشاهد إذ بباب ضخم يسقط على رجلي، ولا يمكنني أن أصف لك الألم الذي شعرت به حينها، إذ توجهت مباشرة إلى المستشفى وطلب مني الطبيب أن أبقى في البيت لمدة شهر على الأقل، إلا أنني رفضت ذلك وفضلت مواصلة التصوير، بالرغم من الألم الذي كنت أشعر به من شدة الالتهاب والانتفاخ في رجلي، لأنه كان من المستحيل أن نوقف العمل، خاصة وأننا أحضرنا مروحيات من الجيش الوطني، ومن الصعب أن نعيد جلبها مرة أخرى لإكمال المشاهد المتبقية من الفيلم". * * المخرج مسري الهواري: * "من بين المواقف الطريفة العالقة في ذهني أثناء تصوير فيلم "وجها لوجه"، المشهد الذي كانت تتصل فيه بختة بزوجها المقيم بفرنسا، وهو الدور الذي أداه محمد بن جديد، فبينما كانت تحدثه على الهاتف من الجزائر لتطمئن عليه إذ به يرن، لأنها نسيت إطفاءه، وغيرها من المواقف التي أضحكتنا كثيرا طوال مدة التصوير، خاصة وأنني تعاملت مع ثلاثي بلا حدود المعروف بروح الفكاهة والدعابة". * * المخرج لمين مرباح: * "من بين المواقف الطريفة التي أتذكرها إلى يومنا هذا، الموقف الذي حصل لي أثناء تصوير فيلم "الغاصبون" بقرية قصر الشلالة بولاية تيارت، وكان يجب علي حينها أن أضيف وجها آخر في أحد المشاهد، طلبت من إحدى النساء اللواتي كن حاضرات التصوير، فوافقت احداهن، بعدها طلبت من مساعدي في العمل أن يفهمها الدور الذي ستقوم به، وكان دورها أن تدخل الدكان الذي يشتغل فيه سي السامي رحمه الله، تشتري منه السكر والقهوة، وبمجرد دخول حسان الحسني رحمه الله تخرج من الدكان، فدخلت المرأة الدكان وتبعها حسان الحسني، ولما أردنا إعادة تصوير المشهد لم نجد تلك المرأة، فسألنا الحاضرين ممن يعرفونها، فأرشدونا إلى منزلها، وذهبنا إليها رفقة عدد من رجال الشرطة المرافقين لنا كوال أيام التصوير، وبمجرد أن فتحت الباب صرخت من شدة الخوف، وتقول "أقسم بأنني لم أقم بأي شيء"، فأجبتها "لا تخافي أتينا لنأخذك لإعادة المشهد ونسترد القهوة والسكر، وبعدها ندفع لك النقود ثمن مشاركتك معنا"، يومها ضحكنا كثيرا، ولحد اليوم لم أنس ذلك الموقف". * * المخرج محمود زموري: * "أتذكر بالضبط سنة 1983 أثناء تصوير فيلم "les folles années de Twist" ببوفاريك بالبليدة، وفي مشهد التفتيش قمنا بنصب حاجز أمني، ونحن نفتش الشخصيات المشاركة في العمل إذ تمر امرأة مسنة مرتدية "الحايك" والبرقع، ولما شاهدتنا نفتش كل من يعبر الطريق، اقتربت منا وقالت لنا بصوت خافت "لقد نسيت أوراقي في البيت"، وبعدها بدقائق اقترب من الحاجز مجموعة شباب، في الأول ترددوا من الاقتراب، ولما شاهدوا الكاميرا قال أحدهم "ما تخافوش شفت الفيلم من قبل"، ذلك أن جل الأفلام التي كانت تنجز في ذلك الوقت عن الثورة والحرب. * أتذكر أيضا بين المواقف الطريفة التي حصلت في فيلم "خذ عشرة آلاف فرنك واذهب"، كنا ملزمين وقتها بإحضار شخصين للمشاركة في المشهد الذي كان يغسل فيه الشخصية الأساسية في الفيلم سيارته، فتظهر الشخصيتان ويسألونه عن ثمن السيارة، ترد عليهما الشخصية قائلة "7 ملايين"، وبدل أن يرد عليه الثاني ويقول "سبعة ملايين هذا كثير"، قال له تكلم إنه دورك، وما هذا الذي ذكرته إلا القليل من مجمل المواقف الطريفة التي نعيشها أثناء تصوير كل عمل". * جعفر قاسم * الغزال لم يترك مكانا في الأستوديو وترك فضلاته في كل مكان * من أجمل الطرائف التي حدثت للمخرج جعفر قاسم كانت أثناء تصوير سلسلة "جمعي فاميلي" هو الغزال الذي احضروه من حديقة الحيوانات رفقة صاحبه والذي تسبب لهم أثناء التصوير بكثير من التعب والإرهاق. فلم يستطع كل الطاقم الفني أن يمسك بالغزال الذي كان يشبه السمكة التي لا يمكن اصطيادها في البحر، وظل يهرب من بين أيديهم ويتنقل هنا وهناك ويصعد حتى الدرج داخل بيت الجمعي، تاركا فضلاته هنا وهناك والطاقم الفني بعضه منهمك في تنفيذ ما خلفه الغزال من فضلات والآخر يحاول الإمساك به، واستمر ذلك يوما كاملا حتى تمكن المخرج وطاقمه من التحكم في الغزال وتصوير اللقطة التي كانت تظهر للمشاهد سهلة، لكن كواليس التصوير فضلت "الشروق" ان تكشفها لقرائها الكرام. * * قادة تقمص شخصية "التمصمير" حتى خارج التصوير * يبدو أن قادة الذي لعب دور البخيل في "جمعي فاميلي" وصديق العائلة قد تقمص دوره حتى خارج التصوير، والطريف ما سرده لنا المخرج جعفر قاسم، فحدث ان اتفق الجميع على تناول طبق الشواء معا، واشترك الجميع في دفع تكاليف الشواء إلا قادة، لكنه كان أول من فتح قطعة خبزه عندما حان وقت تقاسم طبق الشواء مما جعل الكل يضحك قائلين: "أنت لم تدفع شيئا وكنت أول من يتقدم ليأكل لا بد أن تقمصك شخصية قادة البخيل أثر على شخصيتك الحقيقية" وراح يضحك هو أيضا بعدما أدرك ما قام به. * * المنتج الجزائري بشير درايس * ممثلان ثانويان غافلانا وفرا ببدلات وحقائب السبعينيات إلى فرنسا * تذكر المنتج الجزائري بشير درايس واقعة طريفة وخطيرة في نفس الوقت، لكن أبطال قصته فلحوا في عملهم هذه المرة، وكان تخطيطهم مجديا الى حد ما، فأثناء تصويره لفيلم "إن شاء الله ديمنش" لمخرجته يمينة بن جيقي سنة 2001، استعان بشير بممثلين ثانويين كان عليهما ان يرتديا بدلة السبعينيات ويحملان حقائب كانت ممتلئة انذاك بالجرائد لتفي بالغرض، وكان التصوير وقتها داخل باخرة على ميناء الجزائر، ولأن فكرة الحرقة كانت تشغلهما دائما اقبل هذان الممثلان على الاختفاء داخل السفينة عندما غادر الجميع مساء ذلك اليوم وتخفيا بطريقة ذكية مكنتهما من الوصول إلى فرنسا وهما يحملان حقائب ويرتديان بدلة السبعينيات التي استعملاها لأداء دورهما في الفيلم، ولم نشأ نحن ان نفتعل مشاكل وفضلنا ان نتستر عليهما، وبعد 15 يومنا من مغادرتهما الوطن اتصلا بنا من هناك طالبين منا ان ندفع لهما مستحقاتهما، كما أوصيانا ان نسلم وثائقهما الشخصية التي لم يتسن لهما استعادتها الى عائلتهما، وكان لهما ما ارادا، ولأن الحظ كان لصالحهما هذه المرة شاء القدر -أضاف بشير درايس- انه التقى بهما بعد عشر سنوات مرت عن الحادثة فوجدهما في احسن حال، احدهما تزوج واستقر بفرنسا والآخر سافر إلى انجلترا واشتغل في التجارة واستقر هناك. * * مراد خان أثناء تصويره لحلقات الكاميرا المخفية * استقبلت لكمات لن انساها في حياتي * هي امور تحدث كثيرا عند تصوير حلقات الكاميرا المخفية، لكنها تختلف باختلاف ردة فعل الاشخاص ومدى تقبلهم للمزاح، وما حدث مع الفنان مراد خان وهو يصور حلقة "العطسة" من سلسلة الكاميرا المخفية كان مؤلما كثيرا، حيث سرد لنا مراد خان ما صادفه في المقهى قائلا: "عندما عطست امام المقهى هرب الجميع ولم يبق فيها الى صاحبها، وكنت رفقة الممثل هشام مصباح واذا بي اشاهد صاحب المقهى متجها نحوي لينتقم مني، لكن اخاه سبقه وفاجأني بلكمة قوية على الراس احسست حينها برأسي يحرق ويغلي، كانت ضربة قوية لم اتلقاها قط في حياتي، وهشام امام ذلك الموقف لم يتمالك نفسه من كثرة الضحك، لكنه لم يكن ينتظر ضربات العصي التي وجهت إليه بعد يومين من قبل صاحب المحل وكانت قوية جدا حتى "غاضني".