"لا استطيع المشي لوحدي ، و لم أجد من يساعدني و احمد الله على الذرية التي أعطاني إياها"، هي الكلمات التي حدثنا بها عبد الحفيظ ذو 51 سنة من حي الوئام ببئر مراد رايس بعد أن أحس انه ليس كغيره من البشر بعدما أصيب بمرض (سكليروز اون بلاك ) أو ما يسمى بالتصلب العصبي المتعدد سنة 1997 و هو مرض التهاب الجهاز العصبي المركزي و أكد له الأطباء أن أعراضه حادة جدا كما يصيب تقريبا جميع الوظائف البيولوجية و لم يجد الأطباء له تفسير. لكن يبقى نتيجة إصابة طبقة المايلين (النخاعين) وهى الطبقة المحيطة و الحامية للألياف العصبية بالجهاز العصبي المركزي. و عند حدوث عطب بطبقة المايلين فإن هذا الداء يعطّل الإشارات العصبية بين المخ وأجزاء الجسم الأخرى، ما حرم عبد الحفيظ من المشي و التحرك بصفة عادية و يستوجب عليه بذل مجهود كبير حتى في التكلم، وأكد له الطبيب عدم إمكانية علاج هذا المرض. الظروف الاجتماعية المزرية زادت من معاناة عبد الحفيظ و لم يكن المرض فقط ما زاد من قلق عبد الحفيظ، بل الظروف الاجتماعية المزرية التي أثرت على حالته النفسية، حيث انه بعد إصابته بالمرض سنة 1997 توقف عن العمل بعد ان كان يعمل كسائق سيارة أجرة ، و أكد عبد الحفيظ الذي تحدث إلينا بصعوبة انه أب ل 7 أطفال و لا احد من أولاده يعمل ما اضطر أولاده الصغار التوقف من الذهاب إلى المدرسة، و ما زاد الطين بلة، أن عائلة عبد الحفيظ مشتتة ، فالبعض ينام بالخيمة التي وضعها بحي لا كونكورد بعد أن فقد منزله بذات الحي و البعض" كل واحد وين "، و لم يتحصل على مسكن بعد أن استفاد من منزل بقطعتين بدرارية مؤخرا، ما أدى به إلى رفض السكن به لأنه لا يأوي العائلة المتكونة من 9 أشخاص، و هو اليوم يطالب السلطات المعنية في إعادة النظر في ملفه بخصوص السكن ومنحة الإعاقة، رغم انه يملك بطاقة المعوقين حركيا بنسبة 100 بالمائة.