فجّر قيادي سابق فيما يعرف ب''الحركة من أجل الحكم الذاتي بمنطقة القبائل''، قنبلة عندما كشف عن تلقي رئيس حركة ''ماك'' المغني فرحات مهني دعما ماليا ضخما من السلطات المغربية. وأوضح إيدير جودر، الذي يقود منذ أيام ''حركة تصحيحية'' داخل حركة فرحات مهني، في حوار منشور على مواقع على الأنترنت بالصورة والصوت، أن مهني يتلقى كل شهر، ربع مليون أورو من المغرب، مقابل الاستمرار في إثارة النعرات الجهوية والمطالبة بانفصال منطقة القبائل. وأضاف إيدير جودر، في تسجيل صوتي لحوار أجري معه، تحوز ''النهار'' على نسخة منه، أن فرحات مهني شرع في تلقي مبالغ مالية كبيرة بالأورو، بشكل دوري، وكل شهر، منذ عام 2010، ليضيف نفس المصدر أن تلك المساعدات شرع في تقديمها بشكل منتظم وشهري، منذ سنة 2010. وكشف جودر الذي كان يشغل منصب ''وزير المالية'' في حكومة فرحات مهني الوهمية، بحكم منصبه وإطلاعه على حسابات ومصادر تمويل ''الحكومة المؤقتة'' لفرحات مهني، عن أن السلطات المغربية شرعت منذ جانفي 2010 في تقديم دعم مالي سري لفرحات مهني، موضحا أن جزءا من تلك الأموال كان يوجه لتمويل إذاعة ''كابيلي أف أم'' المملوكة لفرحات مهني التي تتبنى أطروحاته الانفصالية، إلى جانب جزء آخر كان يخصص ل''وزراء حكومة'' المغني مهني، حيث قال جودر في هذا الإطار إن ''وزراء'' مهني يتلقون ''مرتبات'' شهرية تتراوح بين 2500 و4500 أورو، أي ما يعادل حوالي 30 و50 مليون سنتيم. كما كشف القيادي في حركة ''ماك'' عن جانب آخر من فضائح فرحات مهني، الذي وصفه بالديكتاتوري، حيث قال إن اجتماعات ''الحكومة'' الوهمية لفرحات مهني، كانت شكلية، بحكم أن القرارات كانت تصدر مسبقا، فيما كان أعضاؤها مجرد ''أكسسورات'' وديكور في المشهد العام لحركة ''ماك''. وقال القيادي المنشق عن فرحات مهني، إن هذا الأخير قام بخلق ''دولة افتراضية''، وطلب منه القيام بتحصيل الجباية والضرائب من سكان منطقة القبائل، قبل أن يعترف ضمنيا بفشل مشروع انفصال منطقة القبائل، حيث قال في هذا الإطار إن الصحافة الجزائرية وحتى العالمية ترفض التعاطي بإيجابية مع فكرة انفصال منطقة القبائل. وكانت آخر رصاصة أطلقها القيادي المنشق عن حركة فرحات مهني، عندما كشف عن أن قصة إحباط مخطط لاغتيال فرحات مهني في تونس، كانت مجرد سيناريو مختلق، من طرف هذا الأخير لإخماد نار معارضيه في صفوف حركته، وللبحث عن شرعية ومصداقية مزيفة في أوساط الرأي العام من خلال توجيه الأنظار إلى السلطات الجزائرية واتهامها بالوقوف وراء المخطط المزعوم. وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة على ما يجري داخل حركة ''ماك'' إن فرحات مهني يواجه ''حركة تصحيحية''، من طرف عدد معتبر من أتباعه القياديين في الحركة. وأوضحت المصادر التي أوردت الخبر أن السبب الحقيقي لتفجر الوضع داخل حركة فرحات مهني، هو وقوف هذا الأخير وراء منع وعرقلة حصول عدد من أتباعه على الجنسية الفرنسية، حيث استغل علاقاته بمسؤولين فرنسيين خصوصا بوزارة الخارجية الفرنسية لمنع منح الجنسية الفرنسية لبعض أتباعه، بحجة ولائهم للنظام الجزائري.