فاقت نسبة المشاركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي، 80 من المائة في بعض الدوائر الإنتخابية، حسبما أعلنه أمس رئيس الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، كمال الجندوبي، الذي استبعد أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية غدا نظرا إلى استمرار عملية الفرز بمكاتب الإقتراع بالخارج. وأوضح الجندوبي في مؤتمر صحافي في تونس العاصمة، ''سنحاول معرفة النتائج اعتبارا من الإثنين، لكن النتائج الرسمية سيتم الإعلان عنها بعد ظهر يوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن مكاتب الإقتراع شهدت إقبالا مكثفا تجاوز 80 من المائة في عدد من الدوائر، حيث ظل معدل الإقبال مستقرّا، الأمر الذي ينبّئ ببلوغ نسبة مشاركة تصل إلى نحو 70 من المائة مع نهاية الإقتراع، يضيف المتحدث. وأوضح رئيس الهيئة أن نحو 4 آلاف ناخب ممّن سجّلوا إراديا؛ لم يتم إدراج أسمائهم في السجل الإنتخابي وأن الهيئة بصدد البحث عن حل قانوني لهذا الإشكال. وجرت عملية الفرز الأولية على مستوى مكاتب الإقتراع، فور انتهاء التصويت في حدود السابعة مساء وبحضور ممثلي القائمات والملاحظين والصحافيين دون توقف أو تأجيل، حيث يتابع الحاضرون عملية الكشف عن الأصوات بصورة علانية ومن ثم نقلها إلى مركز الإقتراع بالدائرة لاحتساب عدد المقاعد التي تحصّلت عليها كل قائمة، فيما يعلن عن النتائج الأولية لانتخابات المجلس التأسيسي عن طريق المكتب الإعلامي للهيئة المركزية للإنتخابات بقصر المؤتمرات بالعاصمة، في انتظار النتائج النهائية بعد النظر في الطعون التي سيتم تقديمها من طرف المترشحين. من جهة أخرى، قال الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي، حمة الهمامي، أمس، إن عناصر حركة النهضة الإسلامية تعمّدوا انتهاك السير العادي لعملية الإقتراع واقترفوا عدة ''خروقات'' مخلّة بالتراتيب التي حدّدتها الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات. وحذّر الهمامي بعد أن أدلى بصوته في العاصمة تونس من ''وجود تجاوزات ارتكبها مرشّحو حركة النهضة بمدينة القصرين''، مضيفا ''لقد لاحظت الجماهير عديد الخروقات من مناضلي حركة النهضة أبرزها توزيع الهدايا على المواطنين المقبلين على صناديق الإقتراع''. وأشار الهمامي الحليف السابق لحركة النهضة إلى أن حزبه رصد العديد من الخروقات في أكثر من مركز اقتراع تعمّد فيها مرشحو النهضة وأنصارها توزيع الهدايا على الناخبين ''وهو نوع من إرشاء الناخب لانتزاع صوته''. وشهدت مراكز الإقتراع حضورا مكثفا لشباب وكهول ملتحين ويرتدون الدشداشة البيضاء يحاولون التحدث إلى الناخبين في محاولة لاستمالتهم والتصويت لحركة النهضة. ومن جهته، أكد مرصد ''شاهد'' لمراقبة المسار الإنتخابي بتونس، في بيان له، أن عددا من الأشخاص قدّموا للناخبين مبالغ مالية بلغت ثلاثين دينارا للتصويت لفائدة قائمة معينة. ونقلت تقارير إعلامية عن شهود عيان، قولهم إن بعض مراكز الإقتراع في المدن الداخلية وفي الأحياء الشعبية حيث نسبة الفقر المرتفعة، تحوّلت إلى ما يشبه السوق التي تباع وتشترى فيها أصوات الناخبين من الأميين والفقراء. وفي أحد مراكز الإقتراع بمحافظة ''نابل'' تواجد مجموعة من الدخلاء على العملية الإنتخابية وهم مجموعة من الأفراد؛ نساء ورجال ممّن ارتدوا دشداشة بيضاء كتب عليها ''مجلس حماية الثورة'' يتولون الحديث مع الناخبين بحجة ''إرشادهم''. وقد استعان ممثل الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بعناصر من الجيش التي كانت حاضرة أمام المكتب لإخراجهم على الفور.