في انتظار الإعلان الرسمي عن نتائج أول انتخابات في تونس بعد الثورة، أقبل التونسيون بكثرة على مراكز الاقتراع التي فتحت، صباح أمس، لانتخاب مجلس وطني تأسيسي، سيتولى وضع دستور جديد للبلاد والإشراف على تسيير شؤون الدولة إلى حين انتخاب رئيس وبرلمان جديدين· ومع بدء العملية امتدت طوابير الناخبين أمام مراكز الاقتراع في ظل انتشار مكثف للشرطة من أجل تأمين أول انتخابات تجري في البلاد بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 جانفي الماضي· وتم نشر أكثر من أربعين ألف عنصر من الجيش وقوات الأمن لتأمين الاقتراع الذي يتابعه أكثر من 13 ألف مراقب محلي وأجنبي، الذي استمر إلى غاية حتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي (السابعة مساء بتوقيت الجزائر)· وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الناخبين التونسيين حضروا إلى مراكز الاقتراع بكثافة قبل موعد فتحها، وأوردت أنه بعد نصف ساعة من بدء التصويت كان هناك أكثر من ثلاثمائة شخص في مكتب الاقتراع بالمدرسة الابتدائية في بنعروس بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، مع العلم بأن عدد المسجلين في هذا المركز يبلغ 2500 ناخب· ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب لاختيار أعضاء المجلس التأسيسي البالغ عددهم 217 عضو، ويتنافس في عضويته أكثر من 11 ألف مرشح، وتخصص 199 من مقاعده للدوائر الانتخابية في تونس و18 منها للمغتربين التونسيين· يذكر أن 55% فقط ممن يحق لهم التصويت هم المسجلون في القوائم الانتخابية، لكن لجنة الانتخابات قالت إن النسبة الباقية سيسمح لها بالتصويت ببطاقات الهوية· وتكون النتائج الأولية قد ظهرت، ليلة أمس الأحد، إلا أن النتيجة النهائية غير متوقعة حتى اليوم الإثنين، وتبدأ عملية الفرز العلنية فور غلق مكاتب الاقتراع· وتم تحرير ثلاثة محاضر فرز يوقع عليها رئيس المكتب والمراقبون وممثلو القوائم المرشحة· ويتم تعليق أحد هذه المحاضر على الباب الخارجي لمكتب الاقتراع، وينقل المحضران الآخران مع صندوق الاقتراع إلى مراكز تجميع النتائج التابعة للهيئة الانتخابية تحت حماية الجيش· ورغم كثرة المرشحين يتوقع المراقبون أن تفوز في هذه الانتخابات أحزاب محدودة، وخاصة حزب حركة النهضة الإسلامي وبعض أبرز قوى الوسط واليسار·وقد صوت التونسيون في الخارج -الذين يفوق عددهم 900 ألف- أيام 20 و21 و22 أكتوبر الجاري في ست دوائر لانتخاب 18 عضوا في المجلس· وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (غير حكومية) كمال الجندوبي، أن النسبة الأولية لمشاركة التونسيين المقيمين بالخارج في الانتخابات فاقت 30%، واصفا هذه النسبة بأنها ''مشرفة''· وفي هذا السياق أبدى رئيس بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي مايكل غاهلر ثقته في سير العملية الانتخابية في مجملها، وأكد أنه لن تكون هناك تقريبا أي إمكانية للغش أو التزوير في النتائج لأن عملية التصويت ''شفافة جدا''·