أثار العمل الجديد للكاتب سلمان رشدي" ساحرة فلورانسا" ضجة كبيرة داخل الأوساط الأدبية،خاصة بعد إعلانه الصارخ بمعاداة الإسلام ومهاجمته له بكتاباته الفاضحة ومهاجمته لمعتقدات المسلمين،تحت غطاء الحريات و الحقوق المهضومة . تحدثت أبرز وسائل الإعلام الغربية وبعض العربية هذه الأيام عن تغير بارز في أسلوب الكاتب سلمان رشدي مؤلف "آيات شيطانية"بانتقاله لمجال جديد يركز فيه على موضوعات الجنس كمدخل نحو عالم لا يعجب رشدي أو ربما يحاول أن يحطم به أفكار البعض ويغير معتقداتهم. واهتمت الصحف العربية برواية رشدي الأخيرة "ساحرة فلورنسا"، التي تتحدث عن شاب إيطالي يدخل مدينة مجهولة غنية ومبنية من حجر الرمل، والتي رصعت أبراجها بالعاج، وتقول بعض المصادر أن "ساحرة فلورنسا" أكثر روايات رشدي صراحة جنسية من خلال ما تحتويه من أفكار وطروحات. وتستلهم "ساحرة فلورنسا" كتاب "ألف ليلة وليلة" الذي تعود أصوله إلى الهند وبلاد فارس على أن رشدي يكتب بنفس ما بعد حداثي. وسّع الماضي قدرته على تناول العلاقات فجعل النساء مخلوقات تستمد إحداهن قوتها من إثارتها،ومن شخصيات الرواية الحقيقية نيكولو ماكيافيلي الذي يحرره رشدي من سمعته السيئة، ويقصر جريمته على رصد التآمر والخداع في السياسة لا التحريض عليهما. ويمزج الكاتب الكشميري البريطاني القص التاريخي بالخرافة في روايته الصادرة عن دار كيب بعد بحث فاق ثمانين مرجعاً. كان عهد أكبر ليبيرالياً بالنسبة إلى القرن السادس عشر، وحاول سليل الأتراك المسلمين الذين احتلوا الهند توحيدها، وسمح بالنقاش الحر في بلاطه. على أن حلمه بتوحيد القبائل والأعراق والأديان انتهى معه في الوقت الذي كانت أوروبا تبدأ بالتحرر من قبضة الكنيسة. ويقاس رد الفعل على الرواية بذائقة القارئ الفنية، ففي حين رأتها بعض الصحف لامعة ومدهشة في نفس الوقت، قالت وسائل إعلام أخرى أنها أسوأ كتب رشدي، بل قد ذكرت أخرى أنها رواية طفولية قدمت في طابع اختاره رشدي للكبار،خاصة وأنها حاولت أن تلامس قضية الحريات في العالم العربي. من جهة أخرى وحسب تفكير رشدي بالكتابة للأطفال فقد جاءت كي يرضي ابنه الثاني ميلان الذي يبلغ العاشرة،ولابنه الأول ظفار الذي بلغ الثامنة والعشرين، ويفكر بجزء ثان له بعد أن انفصل عن زوجته الرابعة بادما لاكشمي، عارضة الأزياء والممثلة ومؤلفة كتب الطبخ، التي يكبرها بستة وعشرين عاماً. بحيث وعندما هجرته جلس إلى مكتبه ثماني ساعات يومياً لستة أسابيع وكتب ثلاث صفحات من "ساحرة فلورنسا" فأحس بمتعة فاقت تلك التي وجدها خارج مكتبه.