الحقرة ، الإقصاء، والفشل في الدراسة وقصص الغرام وراء انكسار الأمل تشهد ولاية سكيكدة منذ دخول السنة الجديدة 2008 تناميا خطيرا لظاهرة الانتحار والتحاقها ببعض الولايات المعروفة بتصاعد حالات الانتحار، بعدما أصبحت المخرج والسبيل الوحيد لحالات اجتماعية ونفسية صعبة يعاني منها الشباب وحتى الشيوخ، سواء تلك التي لها صلة وطيدة بالحياة الاجتماعية أو المهنية ناهيك عن بعض ممن يعاني من اضطرابات وضغوطات نفسية، ولعل الشيء الباطن من الانحرافات وتفشي الظاهرة الإجرامية كفيل بالمحاكم إثباته، خاصة جريمة الاعتداء على الأصول وقتل النفس بغير حق. ظاهرة الانتحار، المرفوضة شرعا وقانونا وأخلاقا، عرفت خلال السداسي الأول من السنة الجارية ارتفاعا نسبيا في عدد الأشخاص المنتحرين لأسباب متفاوتة تتراوح بين الظروف المعيشية والحقرة والبيروقراطية و غيرها، ولعل ثمة حقائق مثيرة وأليمة وعلى لسان احد من تم إنقاذه من محاولة الانتحار. وتشير أرقام مديرية الحماية المدنية إلى تسجيل 07 حالات انتحار منذ 21 جانفي والى غاية 19 افريل عبر مختلف بلديات ودوائر ولاية سكيكدة، كذلك الذي قام بإضرام النار في جسمه بعد أن صب عليه البنزين وعمره 32 سنة، وأخرى بمادة الديليون وعمرها 29 بمنطقة بوعباز، كذلك شاب حاول الانتحار برمي نفسه من الطابق الثاني بسكيكدة، وأخر بالقل بحي بوعطية قام برمي نفسه من عمارة وعمره 38 سنة. وأوضح مسؤول الأعلام بالمديرية أن الكهول كذلك لم يسلموا من هذه الظاهرة، مشيرا إلى انه تم العثور على كهل يبلغ من العمر 52 سنة مشنوقا داخل منزله بواسطة حبل بمفرزة 2 صالح بوالشعوور. الفشل الدراسي والغرامي وراء تفشي الانتحار ولعل الغريب في الأمر هو إقدام عدد من الطالبات على الانتحار، وهي حقيقة مرة تم الوقوف عليها بالا قامات الجامعية بسكيكدة، خاصة على مستوى الإقامة الجامعية الحدائق للبنات التي شهدت مثل هذه المحاولات ، حيث حاولت طالبة في العشرين من العمر الإلقاء بنفسها من الطابق الثالث لمبنى الإقامة، كما قامت وزميلتها بنفس المحاولة. وعن الأسباب والدوافع أكدت مصادرنا من عين المكان بان الطالبتين يقمن بذلك بدافع الصعوبات والمشاكل ، سواء على مستوى الحياة الدراسية لعدم تمكنهن من اخذ نقاط جيدة وأخريات يعانين من متاعب الغرام ومشاكل الحب الأفلاطوني مع الشباب. الإمام "ميهوب عبد السلام".. "على شبابنا التقيد بالإيمان " أكد الإمام الخطيب بمسجد الإيمان عبد السلام ميهوبي في لقاء مع "النهار" أن الإنسان لا يجوز له التصرف في نفسه، فالله الوحيد هو الكفيل بذلك إيمانا بالقضاء والقدر، وعن سؤال حول تفشي ظاهرة الانتحار والقتل وبعض الظواهر الإجرامية استطرد محدثنا قائلا عن ظاهرة قتل النفس بغير حق بكل من تحمله من دلالات ومعاني كالانتحار التسمم القتل العمدي" كلها جرائم بعيدة عن ديننا لأن هناك أحاديث تتوعد و تندد بهذه التصرفات ، و على الإنسان أن يؤمن بقضاء الله وقدره ويدعو ربه من أجل تقوية الرزق والنفس لأن رحمة الله واسعة ورزقه ونعمته وافرة وأن ما أقدمت على فعله مجموعة من الشبان لا يمت بأي صلة إلى ديننا الحنيف". التكافل الاجتماعي والإدماج ضرورة حتمية. وعن الواقع المعيش الذي أصبح مليئا بالتناقضات لم يخف محدثنا بأن الحقرة والظلم و التعسف، أسباب ودوافع للجوء الشباب إلى ارتكاب جرائم في حق أنفسهم، لهذا طالب من الجهات الوصية، خاصة على مستوى التشغيل، بضرورة فتح قنوات الحوار والتواصل مع هذه الشريحة التي بحاجة ماسة إلى التدخل الاجتماعي والإدماج المهني حتى يتسنى لهذه الظاهرة أن تعرف على الأقل انخفاضا.