القصف الصحراوي على مواقع وثكنات جيش الاحتلال المغربي يدخل أسبوعه الرابع دخلت حرب التحرير الثانية، التي أطلقتها جبهة "البوليزاريو" منذ 22 يوما، أسبوعها الرابع، ودخلت معها مرحلة الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال المغربي، مرحلة جديدة، أقحم فيها جيش التحرير الصحراوي أسلحة جديدة، على شاكلة صواريخ أرض أرض، مثل راجمات "الغراد"، بعدما اقتصرت الحرب في أيامها الأولى على القصف ب"الهاون" والهجوم بالمدافع الرشاشة. وحسب بيان لوزارة الدفاع الصحراوية، أصدرته، أمس، تضمن حصيلة العمليات العسكرية لليوم الثاني والعشرين، فإن قوات الجيش الصحراوي، كبّدت مرة أخرى، قوات الاحتلال المغربي، خسائر في الأرواح والعتاد، وسط استمرار نظام "المخزن" في تكتمه عن حجم الخسائر. وأوضح بيان وزارة الدفاع الصحراوية، بأن وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، شنّت هجمات عنيفة ضدّ قواعد وتمركزات قوات الاحتلال المغربي المتخندقة خلف "جدار الذل والعار" الذي يفصل بين المناطق المحررة والأراضي المحتلة للصحراء الغربية. وأشار بلاغ وزارة الدفاع الصحراوية، إلى أن مفرزات جيش التحرير الصحراوي، استهدفت عبر قصف مكثّف ومركّز مواقع العدو المغربي في منطقة "روس فدرة التمات" بقطاع "حوزة". وفي قطاع "الفرسية"، استهدف مقاتلو الجيش الصحراوي مواقع عديدة لجيش الاحتلال المغربي، حيث تمّ قصف مخابئ قوات الاحتلال في منطقة "روس أوديات أشديدة". على صعيد آخر، كشفت أنباء واردة من الأراضي والمدن الصحراوية المحتلة، عن حجم الخسائر المادية والبشرية وحتى المعنوية التي بات يتكبدها يوميا جيش الاحتلال المغربي، ويصرّ على إخفائها والتكتّم عنها. وأوضحت مصادر صحراوية، بأن معنويات الوحدات العسكرية للجيش المغربي المتواجدة على طول خط الدفاع الرملي، باتت "في الحضيض"، على خلفية معارك الاستنزاف والحرب النفسية التي يشنّها ضدّهم مقاتلو الجيش الصحراوية، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وفي التفاصيل، قالت المصادر إن ضابطا ساميا في القوات الملكية المغربية، برتبة "جنرال"، قد أصيب بانهيارات نفسية وعصبية، بسبب الضغط الكبير الذي سببته العمليات العسكرية الصحراوية، إلى جانب ضغط مسؤوليه في الجيش المغربي عليه، وتجاهلهم لطلبات النجدة وإرسال الإمدادات البشرية والمادية، لتعويض العناصر المتواجدة على خط التماس، بعدما أنهكها التعب الجسماني والنفسي، بسبب الخوف واستمرار قصف جيش التحرير الصحراوي، ليلا ونهارا. وجاء في ما توفر من معطيات، بأن "الجنرال" المغربي تعرض لفقدان ذاكرة شبه كلي، وهو شكل من أشكال مخلفات الانهيار العصبي الذي أصيب به، وهو نفس الأمر الذي حصل مع عدة ضبّاط مغربين، من رتب مختلفة. وتم نقل "الجنرال" إلى مستشفى "الحسن الثاني" في مدينة "أغادير"، منذ نحو أسبوع، قبل أن تلحق به أعداد أخرى من الضبّاط من رتب أدنى، يومي الثلاثاء والأربعاء. وفي سياق متصل، قال نشطاء صحراويون من مدينة "الداخلة" المحتلة، إن سلطات "المخزن" باتت تفرض شبه حصار على المستشفى العسكري في المدينة، لتفادي تسرب أيّ حقائق حول حجم الخسائر التي منيَ بها الجيش المغربي على جبهة المواجهات العسكرية مع الجيش الصحراوي. ومقابل ذلك، أكدت شهادات متطابقة، استمرار تدفق سيارات الإسعاف والحوامات المخصصة للمصالح الطبية العسكرية على نفس المستشفى، بشكل يوحي باستمرار نزيف في صفوف جيش نظام "المخزن".