بدأت اليوم الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها في المناطق الحضرية لولاية المدية بعد أربعة أيام من التقلبات المناخية التي شلت المنطقة و تسببت في ضغط كبير على بعض المواد الغذائية و الطاقوية ، و منذ يوم أمس ، تم خلق سلسلة تضامنية في عدد من مدن المنطقة التي تحاول مواجهة الوضعية المناخية الاستثنائية و استئناف الحياة العادية بعد الفوضى الملحوظة في الأيام الأولى للعاصفة التي ضربت الولاية، كما تجند المواطنون عقب النداءات التي وجهتها السلطات العمومية عبر أمواج إذاعة التيطري داعية إياهم للمساهمة في الجهود المبذولة في الميدان للاستئناف السريع للحياة العادية، و كانت المفاجأة كبيرة إذ تجاوز عدد المتطوعين التوقعات حيث لم يترددوا ، في مواجهة الصقيع والمشاركة في عمليات إزالة الثلوج التي بادرت بها مصالح البلدية و جمعيات الأحياء خصوصا في المدية و البرواقية و قصر البخاري و بني سليمان و تابلاط أين يتركز العدد الكبير لسكان الولاية، و تقوم مجموعة من الشباب مزودين بالمجارف و المناكش لإزاحة الثلوج التي اكتسحت الطرقات و مداخل المحاور التجارية و أسواق الخضر و الفواكه وذلك بهدف تسهيل تنقل المواطنين الذين يقصدون بكثرة هذه الأماكن للتزود بالمواد الضرورية، فيما تسلحت مجموعات أخرى من الشباب بالمكانس والمماشط أو بقطع من الخشب العادي لكنس الأرصفة من طبقات الجليد المتراكمة وجعلها اقل انزلاقا، من جهة أخرى تطوع عدد كبير من ملاك الجرارات من خلال وضع آلياتهم تحت تصرف الجماعات المحلية حيث تقوم سلسلة من الجرارات بنقل قارورات غاز البوتان نحو القرى الثانوية المحصورة بالثلج، كما تعمل هذه الآليات على نقل المواطنين المحصورين منذ عدة أيام في منازلهم للسماح لهم بالتزود بالمواد الأساسية وذلك إلى جانب استعمالها في عمليات إزالة الثلوج في مختلف الأحياء المتواجدة في ضواحي المدينة . الجزائر- النهار أون لاين