تهاون واستهتار للمواطنين في وسائل النقل والأسواق والمحلات التجارية ضاعف غياب "البروتوكول" الصحي في مختلف وسائل النقل وكذا في الأسواق اليومية، من توسع رقعة العدوى بالوباء القاتل، في ظل الارتفاع المخيف لمنحى الإصابات بفيروس "كورونا"، لا سيما مع تسجيل حالات إصابة بالسلالات المتحورة الجديدة، وهو ما ينذر بالعودة إلى مربع الخطر الأول بعد تسجيل استقرار في حالات الإصابات ومحاصرة الوضع. المختصون في مجال الصحة، أجمعوا بدورهم على أن الوضع يدعو للقلق، خاصة بعد تسجيل معدل من 15 إلى 20 حالة في ال 24 ساعة بوهران، بعدما كان عدد الحالات لا يتعدى 10 إصابات، في حين، تم تسجيل 31 حالة إصابة بالسلالة المتحورة، تتراوح أعمارهم بين 41 و 65 سنة، موزعة على 19 إصابة بسلالة المتحورة النيجيرية و 7 حالات بسلالة البريطانية، منها 5 حالات سجلت منذ 20 يوما، في حين، سجل من 2 إلى 3 وفيات بالفيروس التاجي خلال أسبوع، كما أشار الدكتور بخاري، إلى تلقي إرسالية من قبل معهد "باستور"، تتعلق بإرسال العينات المخبرية المتعلقة بالحالات المصابة ب"كورونا" التي يتم اكتشافها ويشتبه في إصابتها بالسلالة المتحورة، داعيا المواطنين، إلى الحيطة والحذر من خلال تطبيق التدابير الوقائية في أعقاب تسجيل تهاون واستهتار كبيرين بوسائل النقل والأسواق، موضحا أنه رغم تماثل الحالات المصابة بالفيروس المتحور للشفاء ومغادرتها المستشفى، غير أن المؤشرات الوبائية تدعو للقلق، لا سيما بعد تخلي المواطنين عن الإجراءات الاحترازية خلال الفترة الأخيرة، وتسجيل منحى تصاعدي في حالات الإصابة بالفيروس، الذي بات يتنقل عن طريق الهواء، مما بات يحتم الالتزام ب"البروتوكول" الصحي، لا سيما ارتداء الكمامات لتفادي حدوث موجة ثالثة. وشدد الأطباء المختصون الذين يشرفون على علاج الحالات المصابة بالوباء، على ضرورة التحلي باليقظة، باعتبار أن الفيروس لا يزال منتشرا، وأن تراخي المجتمع يثير نوعا من القلق، محذرين من ارتفاع محتمل للفيروس الأصلي والسلالات المتحورة. يحدث هذا في الوقت الذي تعج الأسواق الشعبية بالمواطنين، الذين تخلوا عن التقيد بالمعايير الوقائية، وعلى رأسها ارتداء الكمامات الواقية، من دون احترام التباعد الجسدي، وهذا في ظل انتشار الأوساخ وغياب شروط النظافة، في حين، يغيب "البروتوكول" الصحي في حافلات النقل الناشطة بالخطوط الحضرية وشبه الحضرية، حيث يعمد الناقلون على تكديسها بالركاب من دون احترام المعايير الوقائية، ونفس الأمر بالنسبة للمساحات التجارية والأماكن العمومية التي باتت تشكل مصدرا حقيقيا للعدوى، وهو ما بات يهدد بكارثة صحية في ظل الانتشار الواسع للوباء القاتل، حيث حمّل بعض المواطنين مسؤولية ذلك، للجهات الوصية، التي من شأنها تطبيق الإجراءات الردعية وإلزام المواطنين بضرورة ارتداء الكمامة، وهذا في ظل غياب حملات التحسيس والتوعية بخطورة الوضع الذي قد يهدد بظهور موجة ثالثة حسب بعض المختصين.