رغم الجهود المضنية التي تبذلها الدولة حيال قطاع التكوين المهني ، حيث وفرت له كل الضروريات من وسائل مادية وبشرية وموارد مالية ، إلا أن القطاع يعرف عزوفا من قبل الشباب الذي انقطعت به السبل الدراسية ولم يعد في استطاعته أكمال مشواره التعليمي في التعليم المتوسط والثانوي بصفة عادية..؟ ورغم أن قطاع التكوين المهني يعد من أكبر القطاعات في الدول العربية ، حيث أن الجزائر تعادل كل من مصر واليمن وتونس والمغرب وليبيا مجتمعة فيما تتوفر عليه من إمكانيات وعتاد، زيادة على ما رصد من أموال كبيرة له..! وفوق هذا قامت الوزارة المعنية ومن ورائها الحكومة الجزائرية بدعم هذا القطاع الحيوي بالترقيات الإدارية للعاملين به ، من أساتذة ومربيين ، وكذا متربصين ، لكن المشكل يبقى دائما في عدم القدرة على استيعاب واستقطاب الشباب المؤهل للتكوين في إحدى المهن التي تحتاجها السوق الجزائرية ، أو التي يحبها الشباب وتلقى الإقبال منهم..؟ الدولة الجزائرية فيما يخص الناحية المادية والهياكل وفرت ما هو مطلوب ، والوزارة المعنية قد قامت وما زالت وعن طريق الإعلام بمختلف أجهزته بحث الشباب على الالتحاق بالقطاع ، سواء خلال الدورة السابقة أو الحالية للدورة للسنة الدراسية الجارية 2018،إلا أن عزوف بعض الشباب وعدم رغبته في التكوين المهني لم يعد يتكرر خاصة بعد الانفتاح الاقتصادي وفتح الكثير من مصانع تركيب السيارات والتي تتطلب يد عاملة متكونة، جعلت الكثير منهم يسارع إلى مراكز التكوين للظفر بمقعد.. ! التعليم المهني في حاجة إلى تفعيل دوره وهذا باختيار المهن التي يجب أن تدرس بالمراكز ،وهي تلك التي يحبذها التلاميذ وتاستهويهم ، إما إذا بقي القطاع نفسه يفرض تخصصات معينة ووفق شروط وبيئة ومنهاج معين ، وقد أدركت والحمد لله الوزارة هذا التوجه فقامت على تنفيذه وهو ما سنقوم على قطف ثماره قريبا ..؟ !