ربما يكون من الأفضل أن نحتفل بميلاد العلامة بن باديس بدلا من الاحتفال بيوم وفاته ، الذي يذكرنا بنكبة الجزائر والأمة فيه ،فقد غاب عنا فجأة ودون سابق إنذار إثر مرض مفاجيء ألم به، و بين ليلة وأخرى اسلم روحه الطاهرة إلى بارئها ،تاركا الشعب الجزائر الذي فتح له أيام الاستعمار والفقر والقهر والجهل نافذة أمل لكي يستعيد الثقة في نفسه وفي كيانه استعدادا لليوم الأغر الذي سوف يفجر فيه الشعب الجزائري ثورته المباركة التي لقنت فرنسا وأذنابها داخل الجزائر وخارجها ،من هم أبناء الجزائر البررة..؟ الشيخ عبد الحميد بن باديس الإمام المجدد وباعث النهضة الحديثة في الجزائر طيب الله ثراه، كانت أمنيه التي وهب حياته من أجلها أن يرى يوما ما الشعب الجزائري وقد استعاد حريته وكرامته ، ونهل من ينابيع العلم والدين كسائر الشعوب النامية والمتقدمة في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن الموت لم يمهله ،فأكمل منهجه وترأس جمعيته من بعده إخوان له على نفس الطريق والمبدأ ،والذي كان ملخصها في تلك الكلمات الخالدة ، الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا ، فكانت جملة جامعة ومانعة عاش لها الإمام ومات من أجلها..! على هذا الجيل المعاصر من طلابنا الذي يبدو أنهم تنكروا للعلم و استسلموا للشغب وحب اللهو ، بحيث جعلوا طلب العلم الذي يكاد يكون فرض عين على كل مسلم ،كمالية من الكماليات يضيع فيها وقته دون أدنى أن يلوم أو يحاسب نفسه على مال الأمة الذي يهدر ، ولكن اعتقد أن حكمة القيادة السياسية سوف تبصر هؤلاء الطريق الصحيح ،وما جاء في كلمة رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون ” بشأن يوم العلم أمس من كلمات هادفة ونابعة من القلب إلا خير دليل على صدق العزيمة في إعادة بناء الجزائر، وفق ما حلم به الشهداء، وعاش لأجله الشيخ الرئيس ومات في سبيله..؟!