نظرا للظروف التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط من تحولات مناخية ملحوظة ،يميزها ارتفاع في درجة الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر مما يجعل من الطقس طوال السنة حارا وجافا خاصة في فصل الصيف. وحتى تجعل من الجو لطيفا وقابل للتعايش معه وإلى حد كبير، سيما بالنسبة لأولئك القادمون الشمال ومن أنحاء العالم الباردة أو المعتدلة،حيث كانوا يواجهون صعبات في التأقلم داخل البقاع المقدسة، مديني مكةالمكرمة والمدينة، الشيء الذي دفع بالسلطات في المملكة أن تفكر في حلول جذرية،مواجهة للتغيرات المناخية التي باتت مكلفة ماديا وفي نفس الوقت أن هذه الظواهر الطبيعية تتوسع من عام إلى آخر ، وكان أبرزها ارتفاع درجة الحرارة والتصحر و قلة الأمطار وبالتالي ما ينجر عن هذه العوامل المناخية من تأثيرات في حياة الناس. في هذا الشأن أعلنت العربية السعودية عن إطلاق مبادرتي «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين سيتم إطلاقهما قريباً، وذلك لرسم توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية. وتهدف مبادرة "السعودية الخضراء" التي تسعى من خلالها السعودية لغرس 10مليارات شجرة داخل المملكة إلى زيادة الغطاء النباتي ومكافحة التلوث وتقليل الانبعاثات الكربونية وكذا تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة. أما فيما يخص مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" فهي تهدف إلى تنسيق الجهود ومواكبة التطورات الإقليمية والدولية، تطلقها المملكة كخارطة طريق إقليمية للمنطقة، للإسهام بشكل كبير في تحقيق الأهداف العالمية لمواجهة التغيير المناخي من خلال عدة أمور تتمثل في إطلاق أكبر خطة لإعادة التشجير في العالم، عن طريق زراعة خمسين مليار شجرة في الشرق الأوسط، مما سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية. وتأتي هذه المبادرة بالشراكة مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي ودول الشرق الأوسط،ولا شك أنها سوف تحدث تغييرا في المناخ كما أنها ستغير من الكثافة السكانية والنمو الديموغرافي للمملكة في زمن متوسط.