كانت دورة المجلس الشعبي الوطني فرصة للنواب البرلمانيين عن ولاية قسنطينة لنقل عديد الانشغالات التي تؤرق ساكنة عاصمة الشرق، حيث تصدر قطاع السكن الصحة الأشغال العمومية الصناعة وحتى الثقافة قائمة المشاكل والمطالب المرفوعة من قبل المعنيين. وبعد عديد التساؤلات الكتابية التي وجهها النائب البرلماني الأكثر حضورا لغاية الساعة "عبد الكريم بن خلاف" حول عديد المشاكل التي يعاني منها سكان ولاية قسنطينة، قام المعني خلال الدورة بالتطرق لها مرة أخرى، حيث تساءل عن قدرة الحكومة على إسكان ملايين المكتتبين الذين ينتظرون سكناتهم منذ سنوات بسبب البيروقراطية وتعسف مديريات التسيير العقاري ومصالح السكن وتماطل وتحايل المرقيين العقاريين في قسنطينة ضاربا المثل بمشروع 150 سكن ترقوي مدعم ببلدية ابن زياد الذي لم يكتمل منذ 10 سنوات وكأنه مشروع ناطحات السحاب وكذلك مشروع 50 سكن ترقوي مدعم ببلدية بني حميدان ومشروع 200 سكن تساهمي ببلدية زيغود يوسف ومشروع 774 سكن تساهمي بعلي منجلي وغيرها من المشاريع النائمة أمام تقاعس المسؤولين في القطاع الذين لا يعرفون إلا الوعود الكاذبة. كما وقام بمساءلة الحكومة حول تدخلها لإنقاذ المؤسسات الوطنية العمومية والاقتصادية من الإفلاس كما هو الحال بالنسبة لمؤسسة التكديس والحمولة GERMAN بعين سمارة ولاية قسنطينة وغيرها من المؤسسات التابعة للمجمع الميكانيكي التي تعرف مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة أدت إلى تراجع الإنتاج والمبيعات وصعوبة دفع أجور العمال، مشيرا لعجز الحكومات السابقة عن الاهتمام بمناطق الظل الذي انطلق برنامج الاهتمام بها منذ سنة 2020 بينما تقترب نهاية 2021 ولازال مواطنون بمناطق الظل بولاية قسنطينة وعلى بعد 20 كلم عن عاصمة الولاية يجلبون مياه الشرب على أيديهم والحيوانات ويشترون مياه الصهاريج للشرب، فيما تعاني بلديات من انقطاعات التيار الكهربائي وانعدام التنمية المحلية. هذا وطالب النائب البرلماني "محسن طاهر" في مداخلته خلال الجلسة من وزير الموارد المائية إعادة بعث مشروع سد الحويمة ببلدية بني حميدان بقسنطينة، والذي تم تسجيله سنة 2013 بسعة 50 ألف متر مكعب بغلاف مالي قدره حوالي 900 مليار سنتيم، مؤكدا أن المشروع تعرض للتجميد رغم أهميته الإستراتيجية والاقتصادية، فيما طالب وزير الأشغال العمومية بإعادة بعث مشروع المحول الجنوبي للطريق السيار شرق غرب ببلدية زيغود يوسف مرورا ببلدية بني حميدان، وكذا إنجاز الطريق المزدوج للطريق الوطني رقم 27 الذي يربط ميناء جن جن والمنطقة الصناعية بلارة بأغلب ولايات الشرق والذي ستكون لديه فوائد كبيرة من الناحية الاقتصادية. من جهته تحدث النائب البرلماني "رشيد بوعمري" عن وضع المستشفى الجامعي بقسنطينة الذي يجاوز عمره أزيد من قرن ونصف قرن والذي أصبحت تهيئته تستلزم ميزانية أكبر من ميزانية إنجاز مستشفى جديد وهو مطلب العديد من القسنطينيين في الوقت الحالي، فيما وفي سياق آخر تساءل المعني عن مشروع إنجاز فيلم الشهيد زيغود يوسف الذي يستحق أكثر من فيلم حسب تعبير المعني، وكذا مشروع محطة المياه القذرة بميزانية تقدر بالملايير والتي لم ينجز بعد مرور ست سنوات وترك وكرا للرذيلة، متحدثا عن حرمان غير القطبية حسب تعبيره من المشاريع السكنية الترقوية وعدل، مبديا أسفه لكون جميع مداخل قسنطينة لازالت غير مزودجة.