علاج الإدمان جعلته رائدا في المجال ووجهة لمدمني المخدرات من مختلف ولايات الوطن الراغبين في تلقي العلاج والإقلاع عن إدمان المخدرات لاسيما الصلبة التي تعد أخطر أنواع الإدمان. يوفر هذا المركز الإستشفائي التابع لمستشفى فرانس فانون الجامعي الذي يسجل ضغطا كبيرا العلاج الطبي والنفسي لمدمني المخدرات الصلبة على غرار الهيروين والكوكايين وسوبيتاكس خاصة من يتعاطونها عن طريق الحقن بسبب خصوصية هذه الفئة التي تحتاج إلى عناية خاصة تستلزم المكوث بالمستشفى لفترة عكس باقي مدمني المخدرات الأخرى . المركز يولي أهمية بالغة لضمان التكفل النفسي وضمان التأهيل الوظيفي العقلي للمرضى تحت إشراف أطباء نفسانيين مختصين نظرا للدور الهام الذي يلعبه هذا الجانب في تماثل المريض للشفاء وإقلاعه عن إدمان هذا النوع الخطير من المخدرات لأن العلاج يحتاج لإرادة قوية ودعم كبير من طرف محيط الشخص المدمن. مدمني المخدرات الصلبة الذين يخضعون للإستشفاء خلال فترة علاجهم الذي يتطلب مكوثهم بالمركز لتفادي عودتهم مرة أخرى للإدمان تقدر بحوالي 60 بالمائة، استقبل المركز خلال السنة الماضية نحو 8000 مدمن على مختلف أنواع المخدرات على غرار الكيف المعالج والمسكنات والمشروبات الكحولية الذين لا يتطلب علاجهم المكوث في المستشفى ونحو 9000 من مدمني المخدرات الصلبة غالببتهم من الرجال. يقضي المرضى من مدمني المخدرات الصلبة بعد تشخيص حالتهم من طرف أطباء مختصين في علم الإدمان وكذا نفسانيين نحو 21 يوما بالمستشفى يتلقون خلالها البروتوكول العلاجي المنصوص عليه ليغادروا بعدها شريطة الإلتزام بوصفة العلاج وإحترام مواعيد المتابعة للتأكد من عدم تعاطيهم هذه السموم مرة أخرى من خلال إخضاعهم للتحاليل الطبية الدورية. فترة العلاج تستمر لسنوات طويلة بالنسبة لمدمني المخدرات الصلبة عكس باقي الأنواع الأخرى من المخدرات والتي تختلف من حالة إلى أخرى بحيث تتوقف على فترة إدمانه وحالته الإجتماعية والنفسية وخاصة دعم العائلة ومحيطه الأسري الذي يلعب دورا كبيرا في تجاوزه لهذه الآفة والإقلاع عنها بشكل نهائي. الأسباب التي دفعت بهؤلاء إلى التوجه نحو المركز وطلب المساعدة والمتمثلة في ضغط العائلة وإجبارهم على تلقي العلاج والذي يعد السبب الرئيسي بالإضافة إلى معاناتهم من صعوبات إجتماعيةوصحية وخاصة عجزهم عن الحصول على هذه المخدرات باهظة الثمن بسبب وضعيتهم المادية ونفاد المال لديهم لاسيما وأن جلهم عاطلين عن العمل. وبهدف مساعدة المدمنين على الإقلاع عن تعاطي المخدرات لا سيما الصلبة دون الشعور بأعراض الإنسحاب المؤلمة شرع المركز السنة الماضية في اعتماد تجربة جديدة تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني والمتمثلة في تطبيق بروتوكول علاجي المتمثل في دواء ميتادون وفقا لرئيس المركز وأضاف البروفيسور بوربون المختص في الأمراض العقلية وعلم الإدمان أنه تم تطبيق هذا البروتوكول الجديد على مجموعة من مدمني المخدرات الصلبة تضم 50 شخصا كمرحلة أولى لافتا إلى وجود نحو 450 شخص على قوائم الانتظار ممن يخضعون حاليا للعلاج عن طريق بروتوكول العلاج السابق في انتظار وصول كميات إضافية من هذا الدواء. وبالمناسبة تطرق إلى مشكل نقص هذا الدواء الجديد (ميتادون) معبرا عن أمله في تدعيم المركز قريبا بالكمية الكافية التي تغطي احتياجات المرضى الذي قدموا إلى المركز لطلب العلاج،ويعتبر العلاج الجديد من بين ثلاثة أو أربعة بروتوكولات علاج يتم اعتمادها عبر العالم لعلاج الإدمان على المخدرات الصلبة كما يعتبر الوسيلة الأمثل لعلاج المدمنين دون شعورهم بأعراض الانسحاب الجد مؤلمة والتي يعجز المريض عن تحملها لفترة لا تزيد عن ثلاثة أيام على غرار آلام الرأس والجسم والإسهال وارتفاع درجات الحرارة، ويرى البروفيسور بوربون أن التجربة الجديدة حققت الأهداف المرجوة منها والمتمثلة في مساعدة المدمنين على الإقلاع عن إدمان