أعلن الوزير المنتدب المكلّف بإصلاح المستشفيات البروفيسور إسماعيل مصباح، أمس، عن الشروع في توزيع الميثادون الموجه لمكافحة الإدمان على المخدرات من خلال تجربة- نموذجية تشمل 150 مدمن، مشيرا إلى أنّ هذا العلاج سيساهم في "الإدماج الاجتماعي" للأشخاص الذين يعانون من الإدمان. قال الوزير المنتدب خلال حفل الشروع في توزيع هذا العلاج، نظّم بمقر وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات "أنا سعيد بإطلاق عملية توزيع الميثادون في الجزائر وهذه حقيقة مؤكّدة كونها مرفوقة بإرادة سياسية أكيدة ومدعمة بالتزام مهنيي قطاع الصحة والمجتمع المدني"، مشيرا إلى أنّ توزيع الميثادون سيتم، كمرحلة أولى، على مستوى مصلحة مكافحة الإدمان على المخدرات التابعة للمؤسسة الاستشفائية المختصة "فرانس فانون" بالبليدة قبل توسيعها لتشمل جميع مناطق الوطن وهذا بعد "تقييم" التجربة بعد ستة أشهر من إطلاقها، لمعرفة مدى تأثير وتجاوب المرضى مع العلاج. وأوضح المسؤول أنّ الجزائر سوف تعمل على تنظيم عمليات تكوين مستمرة في مجال رعاية المدمنين وعلاجهم لاسيما بعد تبني هذا العلاج الجديد، مشيرا إلى أنّ قائمة الأدوية المعمول بها في الجزائر لم تعد كافية لاحتواء العدد الكبير للمدمنين، لاسيما مع تسجيل حالات انتكاسة لمعالَجين، وهذا ما قد يكون أصعب وأخطر من الإدمان في مرحلة أولى، باعتبار أنّ بعض متعاطي المخدرات يعانون من تبعية للمواد الأفيونية. في نفس الصدد، التزم السيد مصباح ب "السهر على الاستفادة من دواء الميثادون بأقصى يقظة" وكذا بضمان "توفّره المنتظم والمتواصل وبالكمية الكافية" وهذا بإشراك الصيدلية المركزية للمستشفيات، موضّحا "الآثار المدمرة" لإدمان المخدرات على الشباب، واعتبر أنّ الميثادون "وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها" قادرة على مساعدة أولئك الذين يعانون من الإدمان وضمان "إعادة اندماجهم الاجتماعي، وحمايتهم مع بقية المجتمع من تعاطي المخدرات بالحقن". وأضاف الوزير المنتدب أنّ "التحكّم في الإدمان لدى المتعاطين سيساهم بلا شكّ في توحيد المجتمع المدني والسلطات العمومية وجميع الشركاء لتحقيق أهداف مكافحة الإدمان على المخدرات والتي تستند على الإنجازات التي تم تحقيقها"، قبل أن يشير إلى وجود عدد كبير من المراكز الوسيطة لعلاج الإدمان، عبر كامل التراب الوطني. من جهته، أكّد نائب مدير ترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة، البروفيسور محمد شكالي، أنّ الوصول إلى هذا التوزيع هو ثمرة "إجراء طويل ومعقد"، محذرا من تهديد المواد الأفيونية"، وبالنظر إلى خصائص الميثادون، دعا أيضًا إلى "الامتثال للتشريع المتعلق بالوصفات الطبية" لهذا الدواء، قبل التأكيد على تكوين "المستخدمين المؤهلين" لتزويد المراكز المخصصة لمكافحة إدمان المخدرات. في هذا الصدد، أشار رئيس المصلحة المتخصصة للمؤسسة الاستشفائية بالبليدة، البروفيسور ندير بوربون، إلى أنّ العلاج بمادة الميثادون ستكون قيمة مضافة للمعالَجين من الإدمان، كونه يسمح لهم بالاندماج في المجتمع بعد فترة العلاج، التي تكون وفق برنامج مستشفى النهار، حيث ينتقل المريض يوميا لمركز العلاج لأخذ جرعته (30 ملغ في البداية) ليتم رفعها وفق تجاوب المريض مع العلاج ثم تعطى الجرعة مرّة في الأسبوع كمرحلة ثانية. وأضاف مدير المركز أنّ إيجابية هذا العلاج سوف يساعد على تخفيف "إدمان" أو رغبة المدمن في التعاطي، وهذا ما سيساعد أكثر على الإقلاع لاسيما المعتادون على المخدرات الافيونية، الذين تتسبب لهم طرق التعاطي لاسيما الحقن، في الإصابة بأمراض خطيرة على غرار التهاب الكبد الفيروسي وفيروس نقص المناعة "الايدز". وعن الولايات التي ستستفيد من هذه التجربة النمودجية، قال بربون إنّها ستشمل مركزي علاج الإدمان بالبليدة والشراقة بالعاصمة وكل من المدية، بومرداس وتيبازة ليتم تعميم العملية خلال السداسي الثاني من السنة الجارية على باقي مراكز علاج الإدمان.