احتضنت أول أمس، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد بوسام ببرج بوعريريج فعاليات الندوة الوطنية التاريخية للمخدة للذكرى 152 لاستشهاد بطل المقاومة الحاج محمد المقراني تحت شعار "الدولة الوطنية من التأسيس إلى المقاومات"، والتي أشرف على افتتاحها والي الولاية. وتطرق المسؤول التنفيذي الأول بالولاية كمال نويصر في كلمته إلى مآثر وخصال البطل، ومقاومته التي كانت مهدا وانتفاضة التي توالت بعدها انتفاضات أخرى رسخت الرمزية التاريخية، وأن هذه المحطات هي محطات هامة وملهمة للشعب الجزائري في تأسيس دولته الحرة المستقلة، وهي تساهم في كتابة التاريخ وأخذ العبرة. من جهته، رئيس الملتقى ومدير المجاهدين بالولاية توفيق مخلوفي أكد أن الندوة تأتي مواصلة للاحتفالات المخلدة لستينية عيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، وفي إطار برنامج وزارة المجاهدين والقاضي بإحياء جميع المحطات والمناسبات التاريخية، أين تشهد الولاية إحياء الذكرى المخلدة لاستشهاد الرمز القائد الرمز الشيخ المقرانيوالتي تتصادف مع استشهاد قائد الولاية الرابعة 64 محمد بوقارة، وقد تم إعداد برنامج بحضور مؤرخين وأكاديميين من مختلف ولايات الوطن، وبحضور عائلة المقراني الموسعة لتأطير الندوة. وأشار أن وزارة المجاهدين أعدت برنامجا كبيرا عبر جميع المتاحف والقاعات ودور الشباب لتنظيم ندوات تاريخية والتي ستأتي بالفائدة للجيل الصاعد، بهدف ترسيخ الذاكرة التاريخية لديه وذلك لمواصلة رسالة الشهداء من خلال التطرق إلى المسار التاريخي والنضالي للشيخ محمد المقراني، وأكد المشاركون في الندوة الوطنية في هذه الندوة على دور هذه الثورة في التعبيد إلى ثورة التحرير المجيدة، وأوضح البروفسور كمال بيرم باحث في تاريخ المقاومات الشعبية من جامعة المسيلة أن ثورة المقرانيكان لها واقع كبير في تاريخ الجزائر والذاكرة الوطنية خاصة الذاكرة المحلية. من جهته، أكد البروفيسور عبد المالك زغبة من جامعة المسيلة إن مقاومة الحاج المقراني هي ثاني اعنف مقاومة بعد التي خاضها الأمير عبد القادر حيث عرف بالأمير الثاني و ثورته امتدت من تنس غربا إلى تبسة شرقا إلى تمنراست جنوبا، دفاعا عن الجرائر وهي الوطن والشرف والأم، مؤكدا أن هذه القيم يجب غرسها في الناشئة خصوصا ما تعلق بمحيطنا اليوم الذي نسعى الاستلهام من التاريخ وغرسها في النشء من أجل أن نبقي على الجزائر واحدة موحدة، وأوضحت حفيدة المقراني السيدة صليحة المقراني صاحبة كتاب -اليتيمة الثائرة – أن التاريخ يشهد على ما صنعه جدها المقراني وأن العائلة سارت على الدرب وواصلت الكفاح ضد المعمر وأن محاولاته المتكررة لإخراج المستعمر عبدت الطريق للثورة المجيدة التي انتهت باسترجاع السيادة الوطنية، داعية الأجيال الحالية والقادمة إلى العمل وحب الوطن وكذا الباحثين إلى مواصلة الجهود لإبراز الموروث التاريخي للمقاومة. وتم بالمناسبة إلقاء مداخلات من دكاترة وأستاذة وباحثين ومؤرخين، من مختلف جامعات الوطن عبر أربعة محاور رئيسية منها الدولة الوطنية من التأسيس إلى مقاومة الحاج محمد المقراني وثورة المقرانيوالشيخ الحداد، تناغم السلطة الزمنية والروحية ومظلمة المنفى ومأساة الجزائريين المنفيين إلى كاليدونيا، ومساهمة أفراد الأسرة المقرانية في الحركة الوطنية والثورة التحريرية، إضافة إلى تنظيم معرض تصمن صور ومخطوطات، وكذا إصدارات تاريخية صادرة عن وزارة المجاهدين.