منذ ما قبل تصفيات كأس إفريقيا للأمم المقبلة المقررة بكوت ديفوار في الفترة الممتدة من 13 يناير الى 11 فبراير 2024،ونحن نبيت ونصحو على وقع كرة القدم وأخبار المنتخب الوطني،نتتبعه ونعرف عنه كل كبيرة وصغيرة ما يهمنا منه وما لا يهمنا،حتى غدا في الأخير حديث الكبير والصغير،المتعلم منا والأمي،وكأن ليس في الجزائر ما يجب الاهتمام به والتطلع إلى معرفته،وما أكثر ما يجب معرفته من قبلنا نحن العالم المتخلف اقتصاديا وثقافيا وحتى اجتماعيا،ولكن كرة القدم أنستنا أنفسنا ومصيرنا وواجباتنا نحو أنفسنا ونحن وطننا..؟ صحيح أن اللعبة الشعبية الواسعة الانتشار"كرة القدم"وعلى امتداد المعمورة قد اقتحمت أسوار القلوب وشغلت العقول واستولت على النفوس،ولكن ليس بذات الدرجة التي نحن عليها كمجتمع فرط في كل ما يجلب المنفعة،لا عمل ولا دراسة ولا يطيب الحديث إلا ما قام به وما استعرضه الفريق الوطني الذي وإن كان قد ضمن التأهل رفقة خصمه الفريق السينغالي،إلا أن ذلك لا يعني شيء في عالم الكرة ،الذي يحمل كل المفاجآت ..؟ صحيح أن هؤلاء اسعدوا الجماهير وأفرحوها في غالب الوقت،وكأنهم من عناترة أزمانهم أومن العباقرة الأفذاذ الذين شغلوا الدنيا وملئوها علما وثقافة وفنا وتنمية مستدامة،لكن الحقيقة ليست كذلك..! قد يكون الشباب المراهق الثانوي أومن هو على عتبات الجامعة أو دون ذلك يفعل هذا الذي نعيشه هذه الأيام بمناسبة التأهب لإجراء مباريات كأس أفريقيا،ويكون على حق،لكن أن يصدر ذلك ممن هم في منزلة المعلم والمربي،فهذا الذي لا يمكن هضمه بيسر وسهولة..؟ إن عدم الغلو مطلوب والتوازن في حب الأشياء ضروري،وإلا ضاع منا كل شيء،وهذا لأن في دنيانا وضرورة الحياة نفسها تتطلب التنوع والرفق والوسطية فيما نحب ونكره..! على الشباب ومن يتولى قيادتهم ألا ينشغلوا طوال الوقت بسجل وتعادل وانهزم،ولكن عليهم فوق ذلك الاهتمام بدروسهم ومستقبلهم ومستقبل وطنهم،الذي ينتظر منهم التضحية ونكران الذات،ولو أن الكثير منهم ظلموا في وطنهم..؟!