في إطار مختلف البرامج والآليات الموجهة لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة منهم التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة في الوسط المدرسي، تشرف مديرية التضامن والنشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة اليوم الخميس 16 نوفمبر 2023، على تنظيم دورة تكوينية على مستوى المركز المتخصص في تكوين المستخدمين لمؤسسات المعاقين (CNFPH) بقسنطينة، تحت إشراف أساتذة أخصائيين، أطباء نفسانيين ومربين لهم بحوث في إعاقة التوحد، أين سيتم إحصاء احتياجات مرافقي الحياة المدرسية ودراسة الصعوبات التي تم تسجيلها في مسار هؤلاء المرافقين مع الأطفال وعلى ضوئها يتم وضع وتحديد نوع ومحاور التكوين الذي سوف ينظم لصالح هذه الفئة طوال السنة. هذه الدورة سيستفيد منها المرافقون في الحياة الدراسية للتلاميذ الذين يعانون من التوحد، والذين توجد نسبة كبيرة منهم مدمجون في المؤسسات التربوية العمومية، إضافة إلى نسبة بالمراكز النفسية البيداغوجية للإعاقة التابعة للقطاع. ارتأت الوزارة الوصية أن تقوم بإجراء يساعد هؤلاء الأطفال على الاندماج في الحياة الدراسية بصفة عادية، ومن أجل ذلك تم اتخاذ هذا الترتيب لمرافقة التلاميذ ذوي الإعاقة في حياتهم الدراسية من طرف اشخاص قريبين منهم من الأولياء والأقرباء، حيث يضمنون لهم المرافقة الى المدرسة لكي يمدوا لهم يد العون ويساعدونهم في تحقيق تحصيل دراسي ناجح وتهيئتهم من أجل خوض حياة مهنية طبيعية. حسب المكلفة بالاتصال والإعلام بالمديرية، بن حملاوي رميسة، فإن هذه الآلية التي شرع في تطبيقها منذ عامين على المستوى الوطني، تشمل كل المستويات الدراسية من الابتدائي حتى الثانوي، أين تقوم مصالح التضامن والنشاط الاجتماعي بتأطير وتوجيه الأولياء لاختيار مرافق لأبنائهم المعاقين في حياتهم الدراسية، مصرحة أنه تم وضع عدة شروط لاعتماد تعيين المرافق في الحياة الدراسية، من أهمها أن يكون من ذوي الاختصاص في الجانب النفسي أو الأرطوفونيا، وهذا لا يعني إقصاء التخصصات الأخرى. نفس المتحدثة ذكرت، أنه فيما يتعلق بنسبة النجاح الدراسي لدى هذه الفئة من أطفال التوحد، تقدر بحسب تأكيدها 90 في المائة والمعدلات كانت من جيدة إلى ممتازة على مستوى 39 قسم خاص موجود على مستوى الولاية، منهم 10 إعاقة سمعية و26 إعاقة ذهنية، في حين أن الأمر يتعلق بإدماج جزئي بالأقسام الخاصة الموجودة على مستوى الولاية التي يتم من خلالها الإدماج الكلي. رميسة ذكرت، أنه تم ملاحظة خلال مناقشات اللجنة الولائية المختصة، أن آلية المرافقة في الحياة المدرسية قد سهلت بصفة كبيرة تمدرس هذه الفئة وحسنت بصفة محسوسة من نتائجهم الدراسية، بالإضافة إلى الاجراءات التي تتخذها المديرية خلال الامتحانات الرسمية عبر توفير المرافقة النفسية اضافة الى خدمة النقل. في هذا الإطار، تشرف مديرية التضامن والنشاط الإجتماعي بالتنسيق مع مديرية التربية على استقبال ودراسة ملفات وطلبات الأولياء المهتمين بتعيين مرافق في الحياة المدرسية على مستوى لجنة مختصة، يتم على أساسها التنسيق مع مديرية التربية لاستخراج التراخيص لتسهيل مهمتهم بالتنقل مع الطفل المعاق والحضور في الدروس والبرنامج الدراسي كاملا بكل سهولة وكل سلاسة. نفس المسؤولة صرحت، أن هناك إقبال على هذا الترتيب من طرف الأولياء الذين ينقسمون إلى صنفين: صنف يأتي إلى المديرية لكي يطالب الاستفادة من هذا الميكانيزم، وصنف آخر يعاني من مشاكل ويتم توجيههم إلى هذا الميكانيزم، وبهذه المناسبة اغتنمت المتحدثة الفرصة، لكي توجه نداء للأولياء المهتمين، لكي يتصلوا بالمديرية ويقدموا طلبات للاستفادة من هذه الخدمة، التي تعود بالفائدة على أبنائهم مقابل أن يلتزموا بهذه المرافقة، قبل أن تؤكد وجود إقبال هام على هذا الترتيب من طرف الأولياء أين تم تسجيل منذ 2021 نحو 100 مرافق بمعدل اعتماد 10 مرافق في الشهر.