رغم الجهود المضنية التي تبذلها الدولة حيال قطاع التكوين والتعليم المهنيين،حيث وفرت له كل الضروريات من وسائل مادية وبشرية وموارد مالية هامة،إلا أن القطاع يعرف عزوفا من قبل الشباب الذي انقطعت به السبل الدراسية ولم يعد في استطاعته استكمال مشواره التعليمي بصفة عادية،نتيجة عوامل عديدة منها سوق الشغل بعد التخرج من الجامعة..؟ ورغم أن قطاع التكوين المهني يعد من أكبر القطاعات عربيا وأفريقيا،حيث أن الجزائر تعادل كل من مصر واليمن وتونس والمغرب وليبيا مجتمعة فيما تتوفر عليه من إمكانيات وعتاد،زيادة على ما رصد من أموال كبيرة له..! وفوق هذا قامت الوزارة المعنية ومن ورائها الحكومة الجزائرية بدعم هذا القطاع الحيوي بالترقيات الإدارية للعاملين به،من أساتذة ومربيين،وكذا متربصين،لكن المشكل يبقى دائما في عدم القدرة على استيعاب واستقطاب الشباب المؤهل للتكوين في إحدى المهن التي تحتاجها السوق الجزائرية،أو التي يحبها الشباب وتلقى الإقبال منهم..؟ الدولة الجزائرية فيما يخص الناحية المادية والهياكل وفرت ما هو مطلوب،والوزارة المعنية قد قامت وما زالت وعن طريق الإعلام بمختلف أجهزته بحث الشباب على الالتحاق بالقطاع،سواء خلال الدورة السابقة أو الحالية لشهر سبتمبر أو المقبلة لشهر فيفري 2025 ،إلا أن بعض العزوف من الشباب وعدم رغبته في التكوين المهني لم يعد يتكرر خاصة بعد الانفتاح الاقتصادي وفتح الكثير من مصانع تركيب السيارات والتي تتطلب يد عاملة متكونة..! التعليم المهني في حاجة إلى تفعيل دوره وهذا باختيار المهن التي يجب أن تدرس بالمراكز ،وهي تلك التي يحبذها التلاميذ وتاستهويهم،إما إذا بقي القطاع نفسه يفرض تخصصات معينة ووفق شروط وبيئة ومنهاج معين،وقد أدركت الوزارة مؤخرا هذا التوجه فقامت على تنفيذه وهو ما سنقوم على قطف ثماره قريبا،ليس فقط من المعنيين وإنما من المجتمع كله ..؟ و مهمة التكوين المهني الحقيقية ،هي تكوين أعوان ويد عاملة متدربة تنفذ ميدانيا تلك الأفكار الجليلة،في البناء والتعمير خاصة،وهذه غايته..؟ ! خليفة عقون